مدونة البيتي العلمية


التخطيط الناجح في العلاقات العامة (تدخين النساء بأمريكا أنموذجا)

حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti


15/04/2022 القراءات: 784  


عند ما نريد تخطيط وتنفيذ تغيير ناجح، نحتاج لتطبيق مبادئ الإدارة بعناية من تنظيم وتوجيه ورقابة، بقيادة مدير ناجح تتوفر فيه سمات كالتالي (العامري والغالبي، 2014):
• فريق العمل: أي العمل بشكل فاعل وكفؤ كعضو في فريق وكقائد للفريق نفسه.
• إدارة الذات: من خلال تقييم الذات وتقويم السلوك ووضع معايير للأداء والالتزامات.
• المهنية: أي الاحترافية واعطاء طابع ايجابي دائماً لدى المرؤوسين وبناء الثقة واستمرارية التطوير المهني والوظيفي من خلال الحضور الشخصي المستمر وتقديم المبادرات الفردية.
• التفكير الناقد المتفتح: يقوم على اساس تجميع وتحليل المعلومات لتقديم حلول مبدعة للمشاكل المختلفة.
كما يجب أن يتسم التخطيط في هذه الإدارة من عدة نقاط أبرزها:
- التنبؤ: وهو توقع ما سيحدث في المستقبل، وهو المرحلة الاولى في عملية التخطيط.
- التخطيط بالسيناريو: وهو تحديد خيارات مستقبلية متعددة للتعامل مع حالات متوقعه ومن ثم كتابة سيناريوهات وخطط للتعامل مع كل موقف أو حالة على حدة.
- المقارنة المرجعية: هي اعتماد تجارب ومؤشرات خارجية تخص أفضل ممارسات وأداء لمنظمات أخرى تعمل في نفس مجال الاختصاص والمقارنة معها والاستفادة من خبراتها وتطبيقاتها.
- استخدام الكوادر التخطيطية: وهو كادر متخصص بمسميات مختلفة مثل هيئة التخطيط، أو لجنة التخطيط المشتركة وغيرها. مهمة هؤلاء هو متابعة وتنسيق العملية التخطيطية للمنظمة ككل أو لأحد أقسامها الكبيرة، عادة يكون هؤلاء مؤهلين ولديهم خبرة ومهارة في جميع مراحل العملية التخطيطية.
- التخطيط التشاركي: هو نوع من التخطيط يحوي جميع العاملين الذين يحتمل أن يؤثروا أو يتأثروا بتنفيذ الخطط الناتجة من خلال مشاركتهم في وضع الخطط أو بعض أجزائها التنفيذية.
ولنشير على مثال يدل على التغيير الجذري في التاريخ المعاصر، يعتبر مؤسس العلاقات العامة في الولايات المتحدة الأمريكية إدوارد بيرنيز أحد قوى التغيير على مستوى السوق الأمريكي، بل والعالمي، فقد غير في ظروف السوق لصالح دخول النساء في عالم تدخين السجائر.
قام بيرنيز باستخدام أفكار عمه فرويد في مجال التحليل النفسي لمصلحة القطاع التجاري وذلك بغرض الترويج بطرق غير مباشرة، لبضائع متنوعة مثل السجائر، الصابون والكتب.
ففي عقد العشرينات من القرن العشرين، قام إدوارد بيرنز وأثناء عمله في شركة التبغ الأمريكية بالترويج لتدخين النساء بطلب من مدير الشركة آنذاك (جورج هيل) إزاء خسارة سوق التبغ بأمريكا نتيجة تحريم التدخين على النساء اجتماعياً، حيث أخذ المشورة من أحد تلاميذ عمه (سيجموند فرويد – الرائد في علم النفس التحليلي) وتلميذه هو د. بريل.
حيث قام بإرسال مجموعة من الفتيات العارضات (عاهرات على حد وصف بيرنز) للسير في استعراض مدينة نيويورك في عيد الصفح اليهودي (لأنه رمز للتعبير عن تحرر النفس من القيود) ثم أخبر الصحافة أن هناك مجموعة من السائرات من جمعية حقوق المرأة سيقمن بإشعال "شعلات الحرية" بناء على إشارة منه، أشعلت الفتيات سجائر (لاكى سترايك) أمام الصحفيين المتعطشين لتغطية الحدث. كتبت كل الجرائد الأمريكية بما فيها جريدة نيويورك تايمز (1 أبريل 1928م) كتبت: "مجموعة من الفتيات نفثن السجائر في سبيل الحرية".
وقد ساعد هذا على كسر المحظور المنتشر وقتها لتحريم تدخين السجائر للفتيات أمام العامة.
فيتضح لنا من خلال ما ذكرناه أن استغلال العامل الزمني والمكاني، بالإضافة إلى الاستشارة الإعلامية مسبقاً، وصولاً لتتحدث كل الصحف عن ذلك فيما يعرف لنا بـــ (الإعلان الإخباري) هو الذي ساهم في إنقاذ اقتصاد التبغ بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصلت الشركة بذلك على زبائن جدد، وبدون أن تدفع مقابل للصحف التي تحدث عن ذلك.

المصادر
العامري، صالح مهدي محسن والغالبي، طاهر محسن منصور. (2008). الإدارة والأعمال. الطبعة الثانية. عمان، الأردن: دار وائل للنشر.
قناة أحمد لطفي. (2012). كيف أقنع إدوارد بيرنيز النساء بالتدخين؟. ]ملف فيديو[ . تم الاسترجاع من:
https://www.youtube.com/watch?v=xemnFcaY3Mg


العلاقات العامة التدخين أمريكا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع