مدونة عبدالحكيم الأنيس


رحيلٌ مُتوهّم (أخبار غريبة وحكايات عجيبة)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


08/03/2022 القراءات: 880  


تعرضُ للإنسان عوارض مِن مرضٍ وسقمٍ وغشيةٍ، فيُظن به الموت، وقد يفيق قبل أن يُوارى الثرى، وقد لا يفيق، وسمعنا قصصًا عن قبور فُتحتْ بعد زمنٍ فرُئي فيها ما يدل على أناسٍ دُفنوا وهم أحياء.
وهذه أخبار وحكايات في ذلك، فيها مِنْ أقدار الله تعالى العجبُ:

-قال الحافظ ابنُ حبّان في "مشاهير علماء الأمصار" (ص37):
"زيد بن خارجة بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس الأنصاري، ممَّن شهد بدرًا، وتوفي في خلافة عثمان بن عفان بالمدينة، وهو الذي يُروى عنه أنه تكلَّم بعد الموت، كان غُشِيَ عليه ‌فحسبوه ‌مات، ثم أفاقَ فتكلمَ بكلماتٍ، ثم طفِئ". ولينظر كتاب "مَن عاش بعد الموت".
***
-وجاء في كتاب «رجال صحيح مسلم» لابن منجويه (ت: 428) (1/ 297):
«‌سُعير ‌بن ‌الخمس التميمي ‌الكوفي، كنيتُه أبو مالك... كان قد مرض مرضةً فغُشي عليه، فصِيح به، وتوهَّموا أنه مات، فغُسِّل وكُفن، فلما وُضِع على النعش تحرَّكَ، فرُدَّ إلى منزله، فبرأ، وعاش، ووُلدَ له بعد ذلك ولدٌ، هو مالك بن سُعير ابنُهُ"!
وقال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (4/668): "إنّه لما دُلِّي في حفرته اضطربَ فحُلَّتْ عنه الأكفانُ، فقامَ فرجع إلى منزله"!
***
-وقال الحافظُ ابنُ أبي الدنيا (ت: 281) في كتابه "مَنْ عاش بعد الموت" (ص 53): "حدَّثنا أحمد بن عدي الطائي، أنه سمع شيخًا، بالكوفة في بني كور، يَذكرُ أنه‌‌ شهدَ جنازة امرأةٍ فلما انتُهيَ بها إلى القبر تحرَّكتْ، قال: فرُدَّتْ فعاشتْ بعد ذلك دهرًا ووَلدتْ"!
***
-وجاء في "تاريخ بغداد" للخطيب (4/ 668):
"محمد بن يحيى أبو سعيد، يُعرَفُ ‌بـ "حامل ‌كفنه"، [بغدادي] سكنَ دمشق، وحدَّث بها عن أبي بكر، وعثمان ابني أبي شيبة...
بلغني أنه تُوفي وغُسِّل وكُفِّن وصُلِّي عليه ودُفِن، فلما كان في الليل جاء نبّاشٌ فنبش عنه، فلما حلَّ أكفانَه ليأخذها استوى قاعدًا، فخرجَ النبّاشُ هاربًا منه، فقام فحمل كفنَه وخرجَ من القبر، وجاء إلى منزله وأهلُه يبكون، فدقَّ البابَ عليهم، فقالوا: مَن أنت؟
فقال: أنا فلان.
فقالوا له: يا هذا، لا يحلُّ لك أنْ تزيدنا على ما بنا.
فقال: يا قوم افتحوا لي فأنا واللهِ فلانٌ.
فعرفوا صوته، ففتحوا له الباب، وعاد حزنُهم فرحًا، وسُمِّي مِنْ يومئذ: "حامل كفنه"!
بلغني أنه مات في سنة تسع وتسعين ومئتين".
ونقل ابنُ كثير (ت: 774) الخبرَ في "البداية والنهاية" (14/ 777) قال:
"ذكرَه الخطيبُ قال: بلغني أنه تُوفي فغُسِّل وكُفِّن وصُلِّي عليه ودُفِن، فلما كان الليل جاء نبّاشٌ ليسرق كفنَه، ففَتح عليه قبرَه، فلما حلَّ عنه كفنَه استوى جالسًا، وفرَّ النبّاشُ هاربًا من الفزع، ونهض محمدُ بن يحيى هذا فأخذ كفنَه معه، وخرجَ من القبر، وقصد منزلَه فوجد أهله يبكون عليه فدقَّ عليهم الباب، فقالوا: مَن هذا؟
فقال: ‌أنا ‌فلان.
فقالوا: يا هذا لا يحلُّ لك أنْ تزيدنا حزنًا إلى حزننا.
فقال: افتحوا واللهِ ‌أنا ‌فلانٌ.
فعرفوا صوته فلما رأوه فرحوا به فرحًا شديدًا، وأبدل اللهُ حزنهم سرورًا، ثم ذكرَ لهم ما كان مِن أمرهِ وأمرِ النبّاش.
وكأنَّه قد أصابته سكتةٌ ولم يكن قد مات حقيقةً، فقدَّرَ اللهُ بحوله وقوته أنْ بعث له هذا النبّاشَ ففتحَ عليه قبره، فكان ذلك سبب حياته، فعاش بعد ذلك عدة سنين! ثم كانت وفاته في هذه السنة [299]".
***
-وجاء في ترجمة بديع الزمان الهمَذاني (ت: 398) في "البداية والنهاية" (15/ 523):
"أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد، أبو الفضل الهمذاني الحافظ المعروف ببديع الزمان، صاحب الرسائل الرائقة، والمقامات الفائقة، وعلى منواله نسج الحريري، واقتفى أثره، وشكر تقدُّمَه، واعترفَ بفضله، وكان قد أخذ اللغةَ عن ابن فارس، ثم برز، وكان أحد الفضلاء الفصحاء، ويُذكَرُ أنه سُمَّ وأخذته سكتةٌ، فدُفِن سريعًا، ثم عاش في قبره، وسمعوا صراخَه، فنبشوا عنه، فإذا هو قد مات، وهو آخذٌ على لحيته مِنْ هول القبر! وذلك يوم الجمعة الحادي عشر من جُمادى الآخرة مِن هذه السنة".
***
-وجاء في ترجمة الإمام الشيخ عبدالقادر الكيلاني (471-561) في "تاريخ الإسلام" (39/ 94):
"قال: ولحقني الجنونُ [يقصد شدة الأحوال] مرةً، وحُمِلتُ إلى المارستان، وطرقتني الأحوالُ حتى متُّ [أي في ظنِّ الناس]، وجاءوا بالكفن، وجعلوني على ‌المغْتسل، ثم سُرِّيَ عني، وقمتُ".
***
-وجاء في "صور وخواطر" (ص 170): "ورَوى ابنُ الجوزي أنَّ رجلًا أُغميَ عليه، ‌فحسبوه ‌مات، ونصبوه على السرير وجاؤوا بالمغسِّل ليغسله، فلما أحسَّ برد الماء تيقظَ ونهضَ، فارتاع المغسلُ وسقط ميتًا"!
***
-وجاء في "البداية والنهاية" (16/ 326):
"‌وفيها [أي سنة: 534] ‌نُودِي [ببغداد] للصلاة على رجلٍ صالحٍ، فاجتمع الناسُ بمدرسة الشيخ عبدالقادر [الكيلاني]، ثم اتفق أنَّ الرجلَ عطسَ فأفاقَ، وحضرتْ جنازةُ رجلٍ آخرَ فصُليَّ عليه"!
***


عجائب القدر


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


الله اكبر اخبار والله تحزن وتفرح شكر الله لكم شيخنا الانيس


مما يمكن تفسيره طبياَ بمثل هذه الحالات ما يعرف بظاهرة لازاروس هي حالة نادرة، ربما لم يتم الإبلاغ عنها بشكل كافٍ، ليس هناك شك في أن الظاهرة حقيقة واقعة ولكن التفسيرات العلمية حتى الآن غير كافية. تحدث عندما تظهر على شخص يبدو أنه ميت علامات الحياة مرة أخرى. وصفها: بأنها تأخر في عودة الدورة الدموية بعد توقف الإنعاش القلبي الرئوي ويمكن تعريفها أيضاً بأنها تأخر في عودة الدورة الدموية التلقائية التي ينتج عنها استئناف القلب نشاطه المرتبط بالتنفس بعد فشل انعاش القلب. الآلية الدقيقة لـ عودة الدورة الدموية التلقائية المتأخرة غير واضحة ومن المحتمل وجود أكثر من آلية واحدة. وتعود هذه التسمية لقصة في الإنجيل المسيحي.


شكرا السيد العامري على المتابعة. بارك الله فيك.


محب العلماء: بارك الله فيك. ولعلك تتوسع في التعليق الطبي هذا ليكون مقالا، وذلك لأهمية الموضوع.