مدونة خديجة بوخبز


قانون الأفول ـ الى ماذا نحن مقتنعون بأفكارنا؟

خديجة بوخبز | khadija boukhbza


26/08/2022 القراءات: 958  


قانون الأفول.
حياتنا عبارة عن مد و جزر احيانا نتعرف على اشخاص يلعبون دور البطولة في حياتنا،لا يلبث أن يمر وقت قصير حتى يذوبوا فيصبحوا ذكرى قد تكون ذكرى جميلة و قد تكون ذكرى سيئة.
نفس الاشياء مع الأحلام،دائما ما نقول على أن الاحلام المستحيلة التي نحلم بتحقيقها سوف تتحقق،و أننا لن نرضى بأقل منها،جاء وقت ورفعنا راية الاستسلام،ووصلنا لمرحلة يمكن القول عنها نضجا، اكثر عقلانية،وواقعية بعيدا عن أحلام الطفولة.
و كما مع الاشخاص و الاحلام ايضا مع الافكار نتشبت احيانا بافكار و نضن انها تابثة غير متزحزحة، و نصدح بها غير عابئين، لكن مع الوقت تتغير افكارنا، و ننظر الى الحياة نظرة أخرى و نرى أنفسنا أغبياء و حمقى و بل تافهين، كل شيء معرض للأفول، كل شيء معرض لتغيير، الأشخاص و المشاعر و الأفكار،الا شيء واحد خارج هذا القانون؟!..... تتمة يوم آخر،بالتأكيد عرفتم من خارج هذا القانون؟!
قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام تبين لنا ذلك بوضوح.
قال الله تعالى" فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين"
هنا نرى أن ابراهيم عليه السلام لا يحب الآفلين.
هنا قصة سيدنا إبراهيم تجعلنا نقف أمام أن التغيير يأتي من أنفسنا حتى كان كل المحيط حولنا يشجع على الفساد فيجب أن لا يؤثر فينا، بل يجب رؤية الجانب المشرق، و محاولة تغيير الواقع إلى صورة أجمل.
الفرار ليس هو الحل، بل الحل يكمن في المواجهة.
وقف إبراهيم عليه السلام و هو مستعد كي يرى ببصيرته مستبعدا عنه كل الأفكار المتاورثة و السائدة في مجتمعه،كل الناس يظهرون الخضوع لهذا الكوكب،راقبه إبراهيم فلما أفل و غاب اكتشف أن هذا الكوكب مسخر لخدمة هؤلاء الناس،و هو خاضع لقوانين أعلى منه.
فكيف يخضع الانسان لشيء لما هو خاضع لخدمته؟!
بعين البصيرة صار للكوكوب حجمه الحقيقي، بعد أن جعلته تلك الاقوام مبجلا.
هل هي اللحظة الأولى التي يأقل فيها الكوكب؟!
لا بالطبع فكان يأفل كل ليلة، لكن كانت تلك المرة الأولى التي يصرح بها إبراهيم عليه السلام بأنه لا يجب الآفلين،و لا يحب أن يخضع لشيء أصلا هو يخدم الإنسان.
فنرى في حياتنا اليومية من يتمسك بآرائه كأنها حقيقة مطلقة و يعتبر كل الاشياء الاخرى غبية و لا يجب مناقشتها أو يكون مستعدا دائما لسخرية من الآخرين و من معتقداتهم.
كل ما طرح علينا من نظريات و عقائد، و مذاهب، كان يسوق على أنه الحقيقة المطلقة و أنه شمس لا تغيب.
و كما مع الشمس و الكوكب و القمر ليلة إبراهيم نحن مع هذه الايديولوجيات إنها تأفل دائما،إنها تخبو بعد السطوع.


الافول: الزوال


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع