مدونة عبدالحكيم الأنيس


في ظلال السيرة النبوية (3)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


20/01/2023 القراءات: 161  


المسجد النبوي الشريف
يا بعيدًا يشتكي منهُ بعادَهْ ... اقتربْ منه ففي القُرْب ريادهْ
مسجدٌ لله قد أسَّسَهُ ... سيِّدُ الخلق لذكرٍ وعبادهْ
عُوِّضَ (المالكُ) حقًا كاملًا ... وغدا للناس بابًا للسعادهْ
كانتْ الأرضُ لسهلٍ وسهيلْ ... أخذا حقَّهما بل وزيادهْ
وأرى اللهُ (الأذانَ) صاحبًا ... فَعَلَتْ في الكونِ أصواتُ (الشهادهْ)
نحن لا نضربُ (ناقوسًا) ولا ... نشعل (النارَ)، ولا نألفُ عادهْ
فزرِ المسجدَ في دارِ الهدى ... مَنْ يَزُرْهُ يُكرمِ اللهُ وفادَهْ
***
ضحية التاج
يا لمِسْكينٍ تردَّى في النِّفاقْ ... لم يذقْ في عُمْرهِ طعْمَ الوفاقْ
فاتهُ (التاجُ) فآلى رافِضًا ... أَضمرَ الحقدَ وللإيمان عاقْ
اسمُهُ (لله) (عبدٌ) ظاهرًا ... وعدوٌّ كان في تلكَ الطباقْ
وابنُهُ (لله عبدٌ) خاضعٌ ... فارق الوالدَ لم يرضَ اتفاقْ
وإذ الوالدُ في أكفانِهِ ... جاءَ للهادي وفي القلب اشتياقْ
جاءه يرجو (قميصًا) فعسى ... بقميصِ المصطفى يُرْخَى الوثاقْ
وعسى استغفارُهُ ينفعُهُ ... وإلى الجنة مِنْ بَعْدُ يُساقْ
وأتى النهيُ صريحًا: (لاتقمْ) ... حَكَمَ اللهُ عليه باحتراقْ
***
مكر شاس
قلتُ للألثغ: (شاسٌ) قال: (شاثْ) ... قلتُ: مَنْ؟ قال: يهوديٌّ خَباثْ
قد رأى الأنصارَ في مَحْفَلِهم ... ما لهم بالفتنةِ الأُولى اكتراثْ
ساءهُ الحبُّ الذي يجمعُهم ... وإذا فيهِ إلى كيدٍ لهاثْ
ذكّر القومَ بماضٍ قصدُهُ ... أنْ يُرَى للجمع والحبِّ انتكاثْ
كِلْمةٌ مِنْ هاهنا وكِلْمةٌ ... مِنْ هناك ورُباعٌ وثُلاثْ
ساءتِ القومَ فقاموا ودعوا ... بـ (دعاوى) اجْتثَّها الدينُ اجتثاثْ
رفَعَ المختارُ فيهم صوتَهُ ... مالكم يا قومُ مِنْ يوم بُعاثْ !
وجثا القومُ بُكيًّا بَعْدها ... إنه المختارُ للدنيا غياثْ
***
بدر الكبرى
نَعَمْ في مكةٍ وطنٌ ومالُ ... وأهلُ الشرك دون المالِ حالوا
وها هي عِيرهُمْ عادتْ بوفرٍ ... من المال الذي أخذوا ونالوا
فيا (بدرُ) اشهدي أنّا أتينا ... لردِّ الحق فاتفقَ النزالُ
تنزلتِ الملائكُ لانتصارٍ ... وعمَّ الشركَ في (بدرٍ) نكالُ
وآلَ إلى (القَليبِ) رؤوسُ قومٍ ... تمكَّنَ في نفوسهمُ الضلالُ
فهم (خمسون) أو (سبعون) زالوا ... ونورُ الحقِّ ليس له زوالُ
(أبو جهل) تعفَّر في ترابٍ ... وكان من الغرور له اختيالُ
وذي أسماؤهم إنْ شئتَ فاقرأ ... سطورًا خطَّها فينا رجالُ
فيا (سُبُلَ الهدى) قصِّي علينا ... أحاديثَ البطولة لاملالُ
ويا (رمضانُ) ذكِّرنا دوامًا ... بنصرِ الله إِذ حميَ القتالُ
بـ(سابع عشرةٍ) منه اكتملنا ... سرورًا مثلما اكتمل الهلالُ
إذا ذُكِرَت سنينُ المجدِ فينا ... وعن (بدرٍ) بدا يومًا سؤالُ
فقل في (عامها الثاني) انتصرنا ... وأعقبَ ذاكَ فتحٌ واحتفالُ
***
يوم أُحد
غنيمتُهُم لم تكنْ بالغنيمهْ ... وفرحتُهُم لم تكنْ بالمقيمهْ
قتيلُهُمُ في عذاب السعير ... يُفيضُ العذابُ عليه حميمَهْ
ومَنْ خرَّ منّا صريعًا فذا ... شهيدٌ تَلَقَّاه أيدٍ رحيمهْ
ويُرزَقُ مِنْ ربه كلَّ حين ... فنعمتُهُ للشهيد عميمهْ
ولاسيما سيّد الشهدا ... ء (حمزة) ذو العزماتِ العظيمهْ
بذلك لقَّبهُ المصطفى ... فنال به الدرجاتِ الكريمهْ
توحَّشَ (وحشيُ) في قتلِهِ ... فكيف يُكَفِّر ُتلك الجريمهْ؟
وحانتْ لـ "حَرْبِتهِ" فرصةٌ: ... (مُسَيلِمةٌ) ذاك يرمي صَمِيمَه
***
يوم حمراء الأسد
إن تكن تسألُ عن حمرا الأسَدْ ... ذاك يومٌ كان مِنْ بعد أحُدْ
لم يكن فيه قتالٌ إنما ... كان إرهابًا لهاتيك العُدَدْ
(جندُهُ) مَنْ كان في سابقِهِ ... لم يشارِك فيه إلا هُمْ أَحَدْ
غير شخصٍ واحدٍ قد حصّلَ الـ ... إذنَ إذ غابَ بعُذرٍ واستعَدْ
نالهم قرحٌ ولكنْ صبروا ... واستعانوا فيهِ بالفردِ الصمَدْ
(حسبنا اللُه) شعارٌ خالدٌ ... قالهُ الصحبُ فأعطاهُم جلَدْ
وأتى الإمدادُ ممَّن أمَّلوا ... إنّهُ (نِعْمَ الوكيلُ) المعتمَدْ
***


نظم السيرة.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع