عنوان المقالة:تكنولوجيا التعليم ، أم تقنيات التعليم ، أم تقنية التعليم ؟
مريم عدنان جاويش | maryam jawish | 4762
نوع النشر
مجلة علمية
المؤلفون بالعربي
مصطفى القايد
الملخص العربي
تطورت الأبحاث والدراسات في مجال تكنولوجيا التعليم بشكل كبير، إلى حد جعل منه علما أو تخصصا قائما بذاته بعد أن استقل عن مجال المناهج وطرق التدريس الذي كان تابعا له. وللتعبير عن هذا العلم تسخدم في عالمنا العربي ثلاث مصطلحات يعتبرها أغلبية المهتمين مترادفة هي: تقنيات التعليم، تقنية التعليم، تكنولوجيا التعليم. و هكذا نجد المؤسسات التعليمية في بعض الدول العربية قد أخذت بمصطلح تكنولوجيا التعليم مسمى لأقسام علمية أو لمقررات تربوية في جامعاتها ومعاهدها، والبعض الآخر قد تبنى مصطلح تقنيات التعليم مسمى لنفس الأقسام والمقررات، في حين نجد مؤخرا العديد من الأكاديميين العرب المتخصصين يتبنون مصطلح (تقنية التعليم). والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل هذه المصطلحات الثلاث كلها مترادفة ولا فرق بينها؟ أم أن هناك فرقا واضحا في دلالات ومفاهيم هذه المصطلحات لا يليق بنا أن نخلط بينها ؟ وهذا ما يدعونا إلى تحديد دقيق لمفاهيم هذه المصطلحات الثلاث، ومن أجل الوصول إلى ذلك لا بد من إدراك المعنى الحقيقي لكل مصطلح بعد تفكيك عناصره لتوضيح مدى الترادف أو التداخل أو الاختلاف الجوهري بين هذه المصطلحات. دعونا أولا نحدد معنى الكلمتين المحوريتين: تقنية وجمعها تقنيات، وتكنولوجيا وجمعها تكنولوجيات. التقنية والتكنولوجيا.. أي فرق ؟ كلمة “تقنية” نجدها في المعاجم العربية تعني أسلوب إنجاز العمل، والتقنيات هي جملة الوسائل والأساليب والطرائق… لهذا نجدها في استخداماتها اللغوية الجارية ترجمة لكلمة انجليزية هي Technique. كما أن معاجم عربية أخرى تعتبر كلمة “تقنية” ترجمة للكلمة الإنجليزية Technology التي تعني حصيلة المعرفة العلميّة المتعلِّقة بالإنتاج. فهل يعقل أن تكون كلمة عربية واحدة ترجمة لكلمتين أجنبيتين مختلفتين في المعنى؟ أم أن الصحيح هو أن نقابل كلمة Technique بالكلمة المترجمة “تقنية” ونقابل كلمة Technology بالكلمة المعربة “تكنولوجيا” ؟ لذلك نجد الأدبيات التربوية العربية تختلف حول استخدام كلمة Technology بترجمتها إلى “تقنية” أو تعريبها إلى “تكنولوجيا”، فنتج عن هذا توجهات ثلاث: التوجه الأول يؤيد استخدام كلمة تكنولوجيا، والتوجه الثاني يدافع عن استخدام كلمة تقنية أو جمعها (تقنيات) أما التوجه الثالث فلا يرى فرقا بين الكلمتين فيقوم باستخدامهما معا (تكنولوجيا وتقنية) باعتبارهما مترادفتين في معناهما الاصطلاحي رغم ما تحملانه من فروقات في معناهما اللغوي. دعونا نتعرف أكثر على معنى الكلمتين والفرق بينهما: كلمة تكنولوجيا في الأصل كلمة يونانية مشتقة من كلمتين: ( تكنو Techno ) بمعنى حرفه أو صنعة و ( لوجي Logy ) بمعنى فن أو علم، ومن هنا يتضح لنا ان معنى هذه الكلمة المركبة هو فن الحرفة أو علم الحرفة أو فن الصنعة، ويتضح لنا من هذا المعنى أن كلمة تكنولوجيا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلم التطبيقي التقني. فكلمة تكنولوجيا إذن هي الاستفادة من نظريات ونتائج البحوث في مجالات العلوم المختلفة من أجل أغراض عملية لخدمة البشرية. أما كلمة “تقنية” technique فتحمل معنى الأسلوب أو الطريقة المنتهجة لفعل شيء أو القيام بنشاط، فمثلا نجد أن فعل الشيء نفسه بشكل مختلف يسمى تقنية، مثل اللاعبين الذين تختلف تقنيات لعبهم والمعلمين الذين تختلف تقنيات تعليمهم، لذلك تشير كلمة تقنية إلى أساليب التطبيق. ومن تعاريفها كذلك: تطبيق الأدوات وإدخال الآلات والمواد والعمليات التلقائية والتي تساعد على حل المشاكل البشرية الناتجة عن الخطأ البشري، أي أنها استعمال الأدوات والقدرات المتاحة لزيادة إنتاجية الإنسان وتحسين أدائه ودقته. لذلك فإن استخدام كلمة التقنية كمرادف لكلمة (Technology) هي ترجمة غير دقيقة، لأن التقنية معناها أقرب ما يكون إلى إتقان التطبيق عمليا وليس علميا، في حين أن كلمة تكنولوجيا هي الكلمة التي تستخدم للإشارة إلى المبادئ العلمية والعمليات المعقدة التي تهدف إلى تطوير التطبيق بشكل مستمر. إذن التقنية لا تصلح ترجمة لكلمة Technology، اللهم إذا ترجمت بعبارة “علم التقنية” وياليت العرب اتفقوا على استخدام كلمة تكنولوجيا فقط للدلالة على هذا العلم، أما التقنية وحدها فليست بالضرورة علما لأنها يمكن أن تكون عبارة عن مهارات شخصية أو وسائل مادية. معنى تكنولوجيا التعليم دعونا نتعرف معنى تكنولوجيا التعليم حسب تعريف اليونسكو: تكنولوجيا التعليم هي منحنى نظامي لتصميم العملية التعليمية وتنفيذها وتقويمها كلها تبعًا لأهداف محددة نابعة من نتائج الأبحاث في مجال التعليم والاتصال البشري مستخدمة الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيدًا من الفعالية (أو الوصول إلى تعلم أفضل وأكثر فعالية). إذن مفهوم تكنولوجيا التعليم لا يقتصر على مجرد استخدام معدات وأجهزة وتقنيات ذات إمكانيات تعليمية متعددة ومت
تاريخ النشر
08/07/2016
الناشر
مريم جاويش
رابط الملف
تحميل (176 مرات التحميل)
الكلمات المفتاحية
تقنيات التعليم
رجوع