تأتي أهمية دراسة دور الاعلام في تهيئة الراي العام لتقبل فكرة أحقية اليهود في القدس وجعلها عاصمة لإسرائيل، انطلاقاً من أن هذه القضية لم تنلْ الاهتمام البحثي وذلك لأسباب متعددة في مقدمتها أن الباحثين أعطوا قضية القدس على مر التاريخ اهتماماً استثنائياً للجوانب المتعلقة بسرد الاحداث التاريخية أكثر من اهتمامهم بمتابعة وتحليل الدوافع السياسية والفكرية لموقف الاعلام الصهيوني من قضية مهمة من قضايا النضال القومي العربي. ان الذين تحدثوا عن البدايات الأولى لنشوء الفكرة القومية في الوطن العربي ذهبوا الى متابعة الجمعيات والحركات السياسية التي عبرت عن مراحل الوعي القومي بمدى أبعد من دراسة قضية القدس والادعاء الصهيوني بأحقية اليهود في جعلها عاصمة للدولة الصهيونية. ومن هنا فان البحث قد سعى للأطلال على الدور الذي قام به الاعلام الصهيوني في التعبير عن الفكرة الصهيونية واشاعتها واثارة النقاش حولها.
ومن المعروف أن الاعلام الصهيوني قد أسهم بصورة فاعلة ومؤثرة في تشكيل وتدعيم الاتجاهات السياسية والفكرية لقضية القدس بحكم الحاجة اليومية للإنتاج المعرفي الذي تقدمه وسائل الاعلام وقد شكل الاعلام الصهيوني المساحة والأرضية الخصبة التي نمت وتطورت فيها الافكار التي هيأت الراي العام الدولي لتقبل فكرة انشاء دولة لليهود في فلسطين ثم مهدت لقضية نقل عاصمة اسرائيل من تل ابيب الى القدس.
وبالمقابل فان الاعلام العربي الهادف هو السبيل الأنجع للتصدي للمشروع الصهيوني حيث ان الاعلام يجب ان يأخذ دور المبادر في الازمات وان يكون دوره فاعلا ولا تكون استراتيجيته قائمة على ردود الأفعال غير المحسوبة ، بل يجب ان تكون هناك استراتيجية شاملة لمواجهة هذه الازمة ومعالجتها معالجة إعلامية صحيحة تضمن فشل هذا المشروع وتثقيف المجتمع وتحصينه ضد الافكار والادعاءات المزيفة لأحقية إقامة اليهود دولةً لهم على ارض فلسطين بما يعصمه من الزلل والانحراف ويحول دون تأثره بالتيارات الفكرية المشبوهة والأفكار الهدامة .
عبدالقهار احمد محمد | abdulqahar ahmed mohamed | 1900