بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد
شرّع الإسلام الزواج، ونظم قوانينه، واحاطه بسياج من الأوامر والنواهي التي تضمن نجاحه، وإثمار أهدافه، فهو الطريق الأصلح لتكوين الأسرة النواة الاولى للمجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت فسد المجتمع فهي الأمة الصغيرة، فيها تعلم النوع الإنساني أفضل أخلاقه الاجتماعية فلا أمة بدون أسرة، لذلك أهتم بها الإسلام وأولاها رعايته فشملها بتوجيهاته وبيان كل ما يتعلق بها منذ قيامها ونشأتها، وحرص على دوامها، ووضع الضوابط والثوابت لذلك، فأمر الزوجين بحسن المعاشرة، وأوصى الزوج تحسين خلقه مع زوجته والرفق بها، وتقديم ما يمكن تقديمه إليها مما يؤلف قلبها، وأمر الزوجة بحفظ زوجها في بيته وماله وأولاده، كما نهى الزوجين عن كل ما يسيء إلى العشرة الزوجية، أو يؤدي إلى قطعها .
ولكن جرت السنن الكونية على ألا يكون التماسك والمودة والرحمة مصير كل زواج، فكما أسلفنا أن الحياة الزوجية تقوم على دعائم وأسس تضمن لها النجاح والصلاح، فإذا تهدمت هذه الدعائم وتلاشت هذه الأسس، تُصبح الأسرة بناءً هشاً لا يتحقق منه الغاية من الزواج كما يرضى الله ورسوله، وعليه فإذا حدث ما يعكر صفو هذه الأسرة ويهدد تماسكها، بحيث تتوقف عن أداء دورها في المجتمع، وربّما يؤدي استمرار اجتماعها إلى عكس غاياتها، في هذه الحالة شرّع الإسلام نظاماً آخر يحلّ هذا الإشكال، بحيث يلتجئ إليه كل من الرجل والمرأة للبحث عن حياة أفضل، وبأقل الأضرار، من أجل ذلك أحببت الكتابة في هذا الموضوع لما له من الأهمية العظمى، ولشيوع صوره المختلفة بصورة مرتفعة نسبياً، فكان هذا البحث الذي انعقد في توطئة، واربعة مباحث :
توطئة : ماهية التفريق ومشروعيته .
المبحث الأول : الطلاق والخلع .
المبحث الثاني : الظهار .
المبحث الثالث : الإيلاء .
المبحث الرابع : اللعان .
تاريخ النشر
16/10/2016
الناشر
المؤتمر الدولي القرآني: توظيف الدراسات القرآنية في علاج المشكلات المعاصرة- ينظم قسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية
أ.د. ساجدة طه محمود | Sajda Taha Mahmood | 4381