عنوان المقالة:دراسات في أعمال الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن
الحسن الحسن حما | LHASSAN HAMMA | 11137
نوع النشر
كتاب
المؤلفون بالعربي
الحسن حما،
الملخص العربي
عرفت الساحة العربية - وما تزال - مشاريع فكرية متعددة و متنوعة، أخذت على عاتقها مهمة النهوض، والإجابة عن الإشكالات الراهنة للواقع العربي المعاصر، واستشراف آفاق رحبة تعيد للأمة بعضا من إشراقاتها الحضارية، وقدرتها على المشاركة في صناعة قرارها الحضاري وقرارها التاريخي والخروج من التبعية والتقليد إلى استكمال حلقات الاستقلال الحقيقي - الفكري المنهجي، الثقافي، الاقتصادي، الحضاري-، فاختلفت البدائل لإشكالاتها - رؤية واستشرافاً- باختلاف الأطر المرجعية والمذهبية لهذه المشاريع، مما أجبر الأمة على الدخول في معركة لم تكن لتختارها عن طواعية، معركة المشاريع النهضوية ومقولاتها المنهجية التي كرست ظاهرة الثنائية في فكرها وعطلت قدراتها وكثير من إمكاناتها الإبداعية في النهوض، فأدخلتها في تبعية عمياء لحضارة قامت على نزعات مادية –اللوغوس- مخالفة لفطرة الإنسان ومحتقرة للأخر- الأنا العربية والإسلامية-. فانتهت تلك المشاريع إلى النهايات المعروفة بداهة إما الخفوت والاضمحلال أو العدمية والاندثار. إن هذا الرهان الذي بشرت به التيارات الإيديولوجية المتماهية مع العقل الغربي والمتخاصمة مع الخصوصيات الثقافية، لم يستطع أن يجيب عن الأسئلة المطروحة،ومن ثمة بقيت هذه التيارات الفكرية قاصرة عن إدراك حاجيات الأمة فكريا ومعرفيا ’ليكون موعد الأمة مع نخبة لامعة مخالفة لمسار المشاريع التغريبية والتوفيقية اختارت الانطلاق من حق الاختلاف في بناء مشاريعها ورؤاها المؤطرة لها ومن خصوصية ذاتية، قادرة على الإنشاء والإبداع الحضاري،في إطار الإسلام – لغة وتاريخا ومنهجا وحضارة- والوقوف في وجه المد الحداثي التمييعي الاختزالي للإنسان القاهر للطبيعة الذي لايؤمن بالتوابث، ومحاولة التأسيس لمرحلة ابستيمولوجية جديدة تنطلق من النسق الحضاري للأمة كخيار إلزامي في كل مشاريعها. وضمن هذا السياق المعرفي - بناء نقد ابيستيمولوجي- يندرج المشروع الفكري للفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن، والذي انصبت جهوده على إعادة الاعتبار للمنظومة الفكرية والنواظم المنهجية الإسلامية المسددة بأخلاق الوحي في عملية البناء الحضاري المعاصر، وتفكيك الآليات المنهجية والمعرفية التي ظلت تؤطر المشهد الفكري للأمة منطلقا في مشروعه من قاعدة "الروح العقلانية النافعة" و"الروح الجماعية الصالحة" باعتبارها القاعدة الأساس في الإنتاج و الحوار والعمل المشترك. إن الأستاذ طه عبد الرحمن من أصحاب المشاريع الفكرية، و واحد من الفلاسفة المفكرين العرب القلائل الذين ساهموا في تطوير المداخل التأسيسية والمعرفية للفكر الإسلامي المعاصر؛ ومن الذين أثروا الخزانة العربية والإسلامية بكتب قيمة، تميزت بطابع نظري مبدع أصيل، وتناول غني لجملة من القضايا الفكرية والفلسفية الشائكة، بروح نقدية تحليلية. و لعل من ابرز الإشكالات المعاصرة التي حظيت باهتمام العقل الفذ طه عبد الرحمن نجد إشكال سيادة العقل في الحضارة المادية، بدلا من العقل الأخلاقي الكامن في الإنسان، فانتقد حضارة الغرب باعتبارها حضارة «لوغوس»، وفكك أسسها المعرفية المادية داعيا إلى تأسيس حضارة « إيتوس » ذات نبع أخلاقي، وطه عبد الرحمن بهذا النقد الذي مارسه على العقل الغربي لا يلغي التواصل والأخذ من معين الحضارة الغربية وما أفرزته الحداثة المعاصرة، بل أنه يدعو إلى حداثة غير متخاصمة مع الذات، باختصار حداثة إسلامية تتفجر من داخل كيان الأمة الثقافي والفلسفي. وعلى ضوء هذا التقديم أردنا أن يكون واحدا من الأعلام الذين نعالج مشاريعهم الفكرية في هذا المنتدى الفكري لمنظمة التجديد الطلابي في دورته السادسة، وما يفتحه ذلك من آفاق السؤال المنهجي والمعرفي في القضايا التي طرحها الأستاذ في مشروعه الفكري وللتعرف على واحد من الفلاسفة المغاربة الذين استطاعوا تجاوز التمركز الغربي وإنتاج بديل فلسفي يستجيب للانتماء وينفتح على الإنتاج المعرفي البشري الراشد.
تاريخ النشر
30/07/2013
الناشر
منشورات مطبعة النجاح
الكلمات المفتاحية
الفيلسوف المغربي، الإبداع الفكري، التجديد
رجوع