تتميز العلاقة الجزائرية-التركية بكونها علاقة لها جذور تاريخية عريقة امتدت عبر العصور، لذلك فالباحث يسعى من خلال هذه الورقة البحثية، إلقاء الضوء على طبيعة العلاقة بين البلدين منذ بداية تشكلها، خلال فتراتها المختلفة، بدايةً بارتباطها بالإمبراطورية العثمانية، مرورًا بفترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، ووصولاً للفترة الراهنة التي عرفت نوعًا من التغير في هذه العلاقة. إن البحث في العلاقة الجزائرية-التركية، تكشف عن مجموعة من المتغيرات التي حكمت هذه العلاقة، حيث انتقلت من علاقة ديناميكية أيام الإمبراطورية العثمانية بمختلف جوانبها الإيجابية والسلبية، إلى علاقة شبه جامدة أو منعدمة إبان الاستعمار الفرنسي، لتعود لها الحيوية أثناء الفترة الراهنة. لقد توصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج التي تؤكد على أن العلاقة الجزائرية-التركية في موروثها التاريخي لم تكن علاقة استعمارية مبنية على السيطرة والهيمنة، حيث مثلت الجزائر بالنسبة لتركيا بمثابة حليف استراتيجي أكثر منها مستعمرة، أما في الوقت الراهن فهي علاقة تصالحية، تهدف لتحقيق تحالف استراتيجي يخدم مصالح الطرفين. تم الاعتماد على المنهج التاريخي باعتباره منهج يتيح للباحث فرصة الحصول على معلومات عن طريق الماضي بقصد فهم وتحليل القضايا الحاضرة، انطلاقا من اعتبار الحاضر كامتداد للماضي، فمن أجل دراسة العلاقات الجزائرية-التركية وتتبع مسارها كان لابد من تفكيك هذه العلاقة عبر العودة للموروث التاريخي بين البلدين.
تاريخ النشر
01/06/2018
الناشر
دورية كان التاريخية
رقم المجلد
رقم العدد
40
رابط DOI
10.12816/0052953 DOI
الكلمات المفتاحية
التوجه الاستراتيجي، العلاقات، الجزائر، تركيا، إفريقيا، الإمبراطورية العثمانية