عنوان المقالة:سياحة لغوية
معمر منير العاني | Muammar alani | 1636
نوع النشر
تقرير علمي
المؤلفون بالعربي
د. معمر العاني
المؤلفون بالإنجليزي
Dr.moamar alani
الملخص العربي
موسم سياحي يأنس الناس في هذه الأيام بالسياحة، ولقد رأيت حقائق السرور تزيد بذهابهم إلى بلاد السلاطين؛ يتوسلون الراحة والترويح ، وتغيير نمط الحياة ولو لأمد قصير، وكأني بهم يخاطبون النفس بخلع ثياب الهم ، وارتداء ثياب النسيان فهو أرق قرين، ولعل من السائحين من يكتشف نفسه بعد تِيه استمر سنين. أنتهي من هذا المستهل لأقف على مشهدين يلقاه السائحون في بلاد العثمانيين، ثم أستدعي مشهدين في السياحة اللغوية ؛ للمقاربة بين العربية والحياة في باب السياحة البشرية. المشهد المكاني : مدينة يقصدها السائحون يستمتعون بجمالها هي مرمريس، وجهة سياحية مميزة ، إذ تطل على بحر إيجة والبحر المتوسط في الجنوب الغربي من تركيا، وقد مر اللغويون بهذه المدينة في سياحتهم اللغوية ، فابن سيدة في كتابه المخصص ذكر في مرمريس زنة الثلاثي ووزنه فعفعيل، وأطل بها المعجميون في سياحتهم اللفظية، فقدموا لنا المعاني المحتملة لمرمريس : الأملس الصلب ، وأراه مناسباً لمعنى الرخام في اللغة اليونانية بحسب علم اللغة المقارن، وتعني أيضا الداهية من الرجال بآية أصولها في (مرس والمراس)، ولأننا في مقام سياحة التي لا تنفك عنها اللطافة، فإن معنى الداهية من الرجال للمدينة ناسب حال الرئيس التركي رجب طيب ، إذ كان في مرمريس يوم محاولة الانقلاب عليه. المشهد التقليدي: فالسياحة الدينية تنبئ عن أعمال ورثها الأتراك، ومنها أن خطيب الجمعة يتكئ على سيف في خطبة الجمعة على المنبر، وقد مر الآلوسي بهذا المشهد السياحي في تفسيره روح المعاني ، فاستعمل تركيب ( سيف الخطيب) في تسع وعشرين مرة من تفسيره، ومنه في تفسيره لقوله تعالى:{وطآئفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله}. سورة آل عمران/154. الشاهد: "من" في قوله: {من شيء) قال الآلوسي في روح المعاني: و(من) الثانية "سيف خطيب"، و (شيء) في موضع رفع على الابتداء. ومما فسرته باجتهاد : تركيب أطلقه الآلوسي في تفسيره ، وإذا رجعنا إلى أول ذكر له في روح المعاني نجد أنه جاء في تفسير قوله تعالى من سورة البقرة (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة)، قال الآلوسي: (ما) وقد تجعل سيف خطيب، والقرآن أجلّ من أن يلغى فيه شيء، والقصد هنا استبعاد الزيادة ... الآلوسي أيها الفضلاء عاش في العصر العثماني، ومن الممارسات التي اتبعها خطيب الجمعة الاتكاء على السيف في خطبته على المنبر ، والآلوسي كان خطيبا وفقهيا، وإن تتبع النظام اللغوي بألفاظه وتقعيداته يسلمنا إلى أنه لا ينفك عن عادات المجتمع في كثير من الضروب ، ولكم أن تربطوا بين اعتماد الأداة في النص واعتماد الخطيب على السيف ، لنصل إلى مقصد تعبير الآلوسي المعمى بلاغيا.. وبعد.... السائحون.. سفراً قاصداً بعيداً عن الشُقة ، ومزيناً بالسلامة.
تاريخ النشر
10/12/2019
الناشر
إلكتروني
رقم المجلد
12
رقم العدد
11
ISSN/ISBN
١٢٣٤
الصفحات
١
الكلمات المفتاحية
لغة، توجيه، الآلوسي، المجتمع
رجوع