عنوان المقالة:مصادر نقد القصة القصيرة والرواية في العراق
الدكتور كريم الوائلي | dr. karim alwaili | 2274
نوع النشر
كتاب
المؤلفون بالعربي
الدكتور كريم الوائلي
الملخص العربي
تتجلى أهمية الوثيقة النقدية لأنها تكشف عن التصورات النقدية في ضوء سياقاتها التاريخية من ناحية، ولأنها تنطوي على قيمة معرفية وفنية من ناحية ثانية، ولأنها تكشف عن مدى التطور في أنساق الفكر في مرحلة تاريخية معينة من ناحية ثالثة . وكان اختيارنا للوثائق النقدية يخضع لمجموعة من الضوابط والأبعاد وهي : أولاً : ضرورة التعبير عن مدى التطور النقدي في العراق في المرحلة التاريخية التي تمتد من مطلع القرن العشرين وتتوقف عند نهاية سنة 1967، فلقد تتابعت في هذه المرحلة تطورات عديدة على مستويات مختلفة، سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، ولقد تأثر النشاط النقدي بأسره بهذه المتغيرات، وانعكست آثارها بشكل أو بآخر على الأدباء والنقاد وعلى نتاجاتهم الفنية والفكرية . ثانياً : ضرورة الكشف عن المواقف النقدية والاتجاهات الأدبية المختلفة، ونستطيع القول إن نقد القصة في العراق مر بثلاث مراحل أساسية هي : أ ـ مرحلة محافظة : يُغلّب فيها الناقد الموضوع على الذات، ويجعل العقل متحكما في مجمل النشاط النقدي وقضاياه الأساسية، وقد تجلت هذه المرحلة في مطلع القرن العشرين. ب ـ مرحلة ذاتية « رومانسية » : يُغلّب فيها الناقد الذات على الموضوع، ويجعل الخصائص الذاتية متحكمة في تحديد طبيعة القصة وبنائها وأداتها، وقد أخذت ملامح هذه المرحلة تتضح بعد الحرب العالمية الثانية. ج ـ مرحلة حاولت التوفيق بين الذات والموضوع مع اختلاف كيفي في نوعية التوفيق، وقد تزامنت في هذه المرحلة مواقف نقدية متعددة وهي : الوجودية، والواقعية النقدية، والواقعية الاشتراكية . وقد تجلت ملامح هذه المواقف في الخمسينات حتى سنة 1967. ثالثا : ضرورة التعبير عن أبرز القضايا الفنية، ولست بصدد الحديث الشامل عنها، قدر ما أريد تأكيد قضية شغلت الناقد العراقي كثيرا، وهي « التشكيل اللغوي » من جهتي السرد بعامة والحوار بخاصة، وكانت مشكلة الحوار بين العامية والفصحى واحدة من أبرز القضايا التي واجهت الناقد الأدبي ومحاولته تجاوزها عبر لغة قصصية . وإذا كانت الأبعاد السابقة قد أسهمت في تحديد أساسي لنوع الوثائق التي ينطوي عليها هذه الكتاب فإنه من الجدير بالذكر تأكيد دور مبدعي القصة وإسهاماتهم النقدية في هذا المجال ابتداء من جيل الرواد وانتهاء بجيل الستينات، وهم على سبيل المثال لا الحصر محمود أحمد السيد، وذو النون أيوب، وجعفر الخليلي، وفؤاد التكرلي، وغائب طعمة فرمان، وعبد الرحمن الربيعي، فلقد كان لمبدعي القصة هؤلاء ـ وغيرهم ـ إسهاماتهم النقدية التي تزامنت مع إبداع القصة وعبّرت عن المشكلات التي تعانيها الحركة الأدبية إبداعا ونقدا . ومن اللافت للانتباه أن شعراء عراقيين مبدعين أسهموا بشكل فاعل في حركة الشعر الحديث ـ إبداعا ونقدا ـ في العراق والوطن العربي، كانت لهم إسهاماتهم النقدية في ميدان القصة، ويعد هذا أمرا مجهولا لدى العديد من المعنيين بالحركة الثقافية والأدبية، فلقد كان لبدر شاكر السياب، ونازك الملائكه، وبلند الحيدري، إسهاماتهم في نقد القصة، مما يضفي أهمية خاصة على طبيعة نقد القصة، ومدى تأثره بأدوات نقدية خاصة بالشعر . إن هذه الأبعاد كانت نصب أعيننا ونحن في سياق اختيار الوثائق النقدية لتعبر عن هذه المعطيات، ولتقدم صورة عن طبيعة نقد القصة في العراق . ولذلك عمدنا إلى عرض الوثائق النقدية مرتبة ترتيبا تاريخيا بحسب نشرها في الصحف والمجلات . ولم نشأ أن نثقل هذا العرض الوثائقي بنصوص مستقاة من كتب نقدية في المرحلة الزمنية التي نعنى بها، إيمانا منا بإمكانية الاطلاع عليها مادامت هي في متناول الأيدي، على الرغم من أن بعض مؤلفيها لهم دورهم النقدي المعروف تاريخيا وفنيا مثل جعفر الخليلي في كتابه « القصة العراقية قديما وحديثا » وعبد القادر حسن أمين في كتابه « القصص في الأدب العراقي الحديث » وعلي جواد الطاهر في كتابه « في القصص العراقي المعاصر »، كما لم نشأ التدخل في الوثائق النقدية إلا تصحيح ما رأيناه خطأ مطبعيا . آمل أن يكون اختياري موفقا لهذه النصوص النقدية وآمل أن يقدم صورة تامة عن طبيعة الحركة النقدية في العراق من حيث مواقفها ومشكلاتها وقضاياها الفنية .
تاريخ النشر
19/08/2009
الناشر
دار وائل للنشر ، عمان الاردن
الكلمات المفتاحية
مصادر ، بيبلوغرافيا ، القصة القصيرة ، الرواية ، النقد ، الفكر النقدي
رجوع