تعرف بلداننا انتشارًا للتدين بين شباب المسلمين مما يباركه كل مسلم باعتبار أن الدين هو الموجه للحياة، وهو الحق الذي أنزل لكي يتبع، والتدين يحمينا من الكثير من المزالق، وارتباط المسلم بالله سبحانه وتعالى أمر في غاية الأهمية. إلا أن هذا التدين وهذا الارتباط يحتاج إلى فقه وعلم يؤخذان من المصادر الأساسية للدين وهي الكتاب والسنة، وينقل كلَّ ذلك إلى هؤلاء الشباب وغيرهم العلماءُ الذين يحسنون التعامل مع النصوص الشرعية ويعلمون كيفية استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، ويفقهون كيفية تنزيلها على الواقع المعيش الذي يعلمون تفاصيله. هذا النوع من الفقه في الشريعة من حيث الكليات والتفاصيل لم يحصل لبعض الدعاة الذين خاضوا غمار الدعوة إلى الله تعالى وبدأوا يتحدثون في قضايا لم يفقهوها حق الفقه ولم يتخصصوا بها؛ بل خرجوا بها عن مجال الدعوة إلى مجال الحكم على الناس والقضاء بينهم مما دعاهم -ودون فقه وورع- إلى تفسيق الناس وتكفيرهم وإخراجهم عن الملة، مما وجب معه تذكير المسلمين بخطورة هذا الأمر عبر الرجوع إلى الأحاديث النبوية التي تنهى عن تكفير المسلم نهيا صريحًا، واستنباط ما يجب منها من معانٍ، والتنصيص على عدد من الضوابط التي تضبط عملية التكفير.
عبد العزيز العسراوي | Abdelaziz Asraoui | 832