اختلف الصحابة في الأخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وتلقي الأحاديث عنه، فهناك قديم الإسلام، الكبير في السن، الملازم له، وهناك من يتناوب على سماع العلم منه مع صاحب له، وهناك من يسمع منه الحديث بعد الحديث لبعده عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو لصغر سنه، من هنا نشأ عند المحدثين بعض المصطلحات مثل مصطلحي: الصحابي الكبير والصحابي الصغير، فمن تلقى عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة جل أحاديثه التي رواها عنه عدّ صحابيًا كبيرًا، ومن روى جل أحاديثه عن الصحابة أمثاله أدخله المحدثون ضمن الصحابة الصغار الذين كان منهم ابن عباس رضي الله عنه، واصطلحوا على تسمية حديثه: "مرسل الصحابي"، وحكموا له بالاتصال إذ الصحابة الكرام كلهم عدول؛ فرغم عالمية هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وأرضاه، وتفوقه على الكثير من الصحابة بمن فيهم الكبار، وكثرة ما روى عن المصطفى عليه السلام فهو من المكثرين في الرواية، فإنه ولصغر سنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يشهد منه إلا عددًا قليلًا من الأحاديث التي رواها، وأخرجها أصحاب كتب الحديث رواية، حيث اختلف المحدثون في حصر هذا العدد، اختلافًا له أهميته، فقد أشار العلماء غير مرة –كما سيأتي في هذا البحث- إلى أن الحديث كذا يعد مما سمعه ابن عباس من النبي صلى الله عليه وسلم، كما اهتموا بعدد مسموعه.
تاريخ النشر
01/01/2018
الناشر
المجلة العلمية لعلوم الشريعة-كلية علوم الشريعة-الخمس
عبد العزيز العسراوي | Abdelaziz Asraoui | 832