وارتبط علم الجغرافية بتلك الفنون والعلوم ومن ثم إتباع المنهجية الوصفية في إبراز تلك المعارف ، و كانت آداب الرحلة وقصص الرحالة من الأسس التي انطلقت منها الفكر الجغرافي العربي الإسلامي والذي ميزه عن آداب والفنون لدى لشعوب الأخرى .
ان اتساع رقعة دار الاسلام ساهمت بشكل ملحوظ في زيادة الكم الهائل من المعلومات والفرص المتاحة والحرية في التنقل والرحلة لضم هذه المعطيات ، وكذلك شكل هذا الاتساع في الرقعة الجغرافية عبئاً على الدول والعلماء لإدارة البلاد واستغلال العلوم لصالح إدارة المرافق الحياتية المختلفة ، وكان علماء الجغرافية من العرب المسلمين كان لهم الدور في إبراز ومسح معالم الجغرافية من الأنهار والجبال والأراضي الزراعية والغابات بتكليف من الدولة او بجهود شخصية تتمحور اشباع رغبات فكرية ، والإطلاع على مختلف الظواهر الطبيعية وتضاريسها لمصلحة العلم والمعرفة ، ومن ثم ساهمت كمصدر اعتمدت عليها الدولة في إدارتها ومعالجة الأمور الاقتصادية ، وصدرت كتب للخراج لإعطاء الدولة المسح الحقيقي للأراضي التي تخضع للخراج وكذلك المخارج الفقهية والمعالجات الاجتماعية والاقتصادية التي قد تواجه الدولة والولاة من خلال تقييمهم لعوامل القوة الاقتصادية للبلد ورعاية مصالح العباد .
ولذلك نجد ان هناك اهتمام واضح وجلي من قبل الجهات المختلفة عند الدول والشعوب في تحقيق وترجمة الكتب ورحلات الجغرافيين العرب لدراستها والإفادة منها لدراسة الأمم والشعوب والعلوم من خلال ما تحتويها تلك المصادر ، ومرت الدراسات المهتمة بالعلوم العربية بفترات نشطة من دراسة وتحقيق وترجمة ونقد ، ولذا يحتم علينا ونحن أولى من دراسة تاريخنا وحضارتنا وتراثنا من غيرنا ، فدراسة الجغرافية تعد من الدراسات المهمة في إظهار تراثنا الى النور من حيث أصالتها ونضوجها وموقعها بين الحضارات الإنسانية .
خزعل ياسين مصطفى | khazal yasen Mustafa | 1636