صحيح أن هناك كتب في المواريث الإسلامية واستنباطات وتفسيرات عديدة من المفكرين السابقين والمتأحرين منذ عصور وتقعود كثيرة, ولكنها لم تكن عند وقوفنا على ما جاء فيها من أحكام وتفاصيل وأدلة لم تكن جامعة وشاملة في تلك الاحكام ولم تكن متوافقة مع ما جاء في كتاب الله. حتى أنها تم تناقلها من أهل العلم الشرعي وتدريسها في الجامعات الشرعية جون الوقوف على دقة محتوى تلك الأحكام. ومن مقام المسؤولية أقبلت على هذا البحث مستعينا بالله لتقديم واستنباط المفهوم من المنطوق من كتاب الله في منظومة أحكام المواريث الإسلامية المتكاملة والشاملة. فلا يمكن القبول بالقصور في تفسير نصوص وأحكام كتاب الله ولا يمكن رد القصور هذا إلى كتاب الله جل جلاله والذي بين الله لنا فيه كل شيء.
تشريع أحكام المواريث في الشريعة الإسسلامية هو منظومة تشريع كاملة ومتكاملة فيما بينها ليس للمسلمين فحسب وإنما للمجتمع البشري برمته. هذه المنظومة لا تقتصر على نقل المال من إنسان إلى آخر وإنما هناك أسباب وأهداف لنقل هذا المال في هذه الأنصبة المحدد.ة.
لقد اتبعنا في ثحثنا النهج الفكري التحليلي والنهج العلمي اللغوي وكذلك الأسلوب المنطقي العقلي لإستقصاء مراد المفهوم من حديث الله في منطوق كلام الله عز وجل ومن أحسن من الله حديثا. فقد سلكنا نهج البيان الغوي لكل كلمة وحرف والمعنى المراد ثم استنبطنا القواعد القرآنية في أحكام الله في المواريث مع سرد الأدلة والحجج والبراهين لتلك القواعد والأحكام. من حين لآخر قدما رسوم بيانية توضيحة وجداول حسابية وبيانية تختصر الكلام وتصل البيان. وقد خصصنا في آخر الكتاب قسما لمسائل إرثية مختلفة مع الحلول للأنصبة الإرثية.
لقد توسعنا وفصلنا في عدة أبواب لم يكن من قبلنا قدم فيها البتة أو قدم فيها ما لا يكفي لإستخراج الحكم الحق مثل موضوع ورث أولو الأرحام وموضوع ورث الخنثى وموضوع الإرث بالموالاة وكذلك أحكام ورث الأولاد المخلقين من أعمال الفاحشة. وقد أردنا أن نتوسع أكثر في المقارنة فيما ذهب إليه من قبلنا وما تبنته القوانين المدنية من قوانين المواريث الإسلامي ولكن قد أوردنا من حين لأخر مواضع الإختلافات مع من قبلنا فيما ذهبنا إليه من كتاب الله وسنة رسوله الكريم.
أرجو من الله سبحانة التوفيق لبسط مراجه في الحكم الحق ونرجوا أن يكون هذا البحث في منال العلماء والمفكرين الباحثين والقضاة في العالم الإسلامي والعالم العلمي البشري. وسيصدر الطتاب إنشاء الله في لغات أخرى غير العربية,
Haitham Tarakji | Haitham Tarakji | 793