عنوان المقالة:الحضور والتلقي في النقد الأكاديمي والنقد الصحفي
أ.د.عبد الكريم حسين رعدان | PROFESSOR /Abdulkreem Hussein Raadan | 9637
نوع النشر
مجلة علمية
المؤلفون بالعربي
أ.د. عبد الكريم حسين رعدان
الملخص العربي
حينما نتناول موضوع النقد الصحفي ونتحدث عن نجاحاته وإخفاقاته فإن الحديث يدور في ما يسمى بنقد النقد. والنقد الأدبي اليوم لم يعد محتكرا في المحافل الأكاديمية رغم أهميتها وضوابطها المنهجية المنصفة في قراءة الأعمال الأدبية. إن وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها وأطيافها المتعددة وما تبثه من كم معرفي هائل فتحت الأبواب أمام الجميع فتعلموا وتثقفوا وازداد المثقفون والأدباء والنقاد ثقافة أكبر وأوسع.. أعتقد أن النقد الصحافي أكثر جرأة من غيره؛ كونه غير متقيد بضوابط وإطر روتينية كالنقد الأكاديمي، وقد يوازي في جرأته تلك الأعمال النقدية الكبرى التي تخرج في إصدارات حرة. والأكاديمي نفسه حين يكتب للصحافة فهو يمارس النقد الصحفي ويكون لنقده أهمية أكبر. وتبدو الذاتية النقدية والدوافع الشخصية محفزة الناقد الصحفي في طرح أرائه النقدية بقوة. النقد الصحفي واسع وغزير ويمتد في الزمان إلى مرحلة الخمسينيات والستينيات، وفي المكان على كل الأقطار العربية، وهذا بالنسبة للأدب العربي. فالصحف والمجلات الثقافية اليومية والأسبوعية والشهرية تفسح لهذا النقد السريع مساحات في صفحاتها. أقول إن النقد الصحفي أكثر قدرة على جذب المتلقي/ القارئ وفتح شهيته للمتابعة والقراءة؛ لأنه يستبيح تلك المعايير والمصطلحات التي تقيد الناقد والباحث الأكاديمي.. ولا يعني هذا تفلته من المنهجية نهائيا. النقد الصحفي أقرب وأسرع وأوسع حضورا في الذائقة الثقافية للمجتمع. فكثير من النقاد نشأوا ونمت أذواقهم النقدية على صفحات الجرائد والمجلات ومواقع التواصل أخيرا. طبيعة النقد الصحفي في معظمه يبنى على ردة فعل أو على افتراض خصومة بين الصحفي الناقد والأديب إن لم تكن خصومة فعلية، وهنا يكون النقد مثيرا، كالنقد الذي جرى بين الرافعي وطه حسين والذي دار بين العقاد وشوقي أو بين جماعة الديوان أنفسهم . إن قيمة النقد الأدبي وأهميته لا تحدده الأطر الأكاديمية أو الصحفية أو أي جهة ينتمي إليها في ذاتها، وإنما يكمن جماله في الإثارة وفي عملياته التفكيكية للنصوص وإظهار عناصر لم يكن الأديب نفسه مدركا لها فضلا عن القارئ سواء كانت تلك العناصر داعمة للنص أو مقللة من شأنه.. وهذه القضية هي ألصق بالنقد الصحفي. ومع ما قلناه فهناك نقد صحفي مشوِّه يسيئ للعمل النقدي الصحفي ويسيئ للأدب بشكل عام، وهو ذلك النقد الصحفي الانطباعي الفوضوي الذي لا يراعي السياق والذوق الفني، أو الذي ينطلق من منطلقات أيدلوجية أو تحيزية، كالتكفير للأديب بناء على ألفاظ فسرت في نصه ووجهت في سياقات مضللة. أخيرا: إن النقد الأكاديمي ( البحث العملي في دراسة الأعمال الأدبية) والنقد الصحافي متكاملان وإن لم يكونا كذلك فلا تناقض بينهما.
تاريخ النشر
05/03/2022
الناشر
مجلة نقش
رقم المجلد
1
رقم العدد
5
الكلمات المفتاحية
النقد الصحفي الاكاديمي التلقي
رجوع