ملخص:
كانت هناك دائما حساسية متزايدة بين الدول الغربية وبلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وخاصة بشأن حالة حقوق الإنسان، حيث اعتبرت الحكومات أنه من الصواب انتقاد بعضها البعض علانية فيما يتعلق بما تعتبره انتهاكات لحقوق الإنسان، وقد اعتبرت الدول الآسيوية وجهت أن هذه الانتقادات متعجرفة واستفزازية ومتقلبة ولطالما أثارت لديهم استياءً كبيراً؛ لقد دافعت هذه الدول بقوة عن معاملة قضايا حقوق الإنسان، وبدلاً من ذلك أشارت إلى أن أولئك الذين ينتقدونها قد انتهكوا حقوق الإنسان، سواء في الماضي أو اليوم.
وتختلف الدول الآسيوية في تعريفها لحقوق الإنسان عن الدول الغربية، حيث تركز الاختلافات على الأهمية ذات الصلة للحقوق الفردية مقابل حقوق المجتمع ككل، وعلى أهمية "التحرر من" مقابل "الحرية إلى"، وهذا يتجاوز حقيقة أن حقوق "الإنسان" بحكم تعريفها يجب أن تكون عالمية، هذا التناقض قد زاد من حدة الاختلافات وتسبب في أن العديد من الموضوعات التي كان هناك إجماع عليها، عادة ما يتم التقليل من شأنها.
وحري بالذكر أنه قد تم استخدام الغرب لحالة حقوق الإنسان في الدول الآسيوية كأداة للضغط السياسي، حيث كان من المفيد سياسياً للدول الغربية أن تنتقد الآخرين فيما يتعلق بهذه القضية، وعلى الرغم من درجة معينة من الاستقطاب بين الشرق والغرب، الا أنه لا توجد مجموعة متجانسة في اعتباراتها حول حقوق الإنسان أو أفضل السبل للتعامل مع انتهاكات هذه الحقوق في تعارض تام لما يمكن أن نسميه تجاذب العالمية والخصوصية في هذا المجال.
ومن وجهة نظري فإن الحرب الكلامية بين الحكومات الغربية ونظيرتها في آسيا لم تساهم إلا قليلاً في تحسين حقوق الإنسان في المنطقة، بل ولربما عاد في كثير من الأحيان بنتائج عكسية.
الملخص الانجليزي
Abstract:
There has always been a heightened sensitivity among Western countries and countries in the Asia-Pacific region, especially over the situation of human rights, as governments have deemed it right to openly criticize each other regarding what they consider to be human rights violations, and Asian countries have seen such criticisms as arrogant, provocative and volatile and have long It aroused great dissatisfaction with them; These states have vigorously defended the treatment of human rights issues, instead suggesting that those who criticize them have violated human rights, both in the past and today.
Asian countries differ in their definition of human rights from Western countries, where the differences focus on the relevant importance of individual rights versus the rights of society as a whole, and on the importance of “freedom from” versus “freedom to,” and this goes beyond the fact that “human” rights by definition should be Globally, this discrepancy has exacerbated the differences and caused many of the topics on which there was consensus, to be underestimated.
It should be noted that the West has used the human rights situation in Asian countries as a tool of political pressure, as it has been politically advantageous for Western countries to criticize others on this issue, and despite a certain degree of polarization between East and West, there is no homogeneous group in Its considerations about human rights or how best to deal with violations of these rights are in stark contrast to what we might call the universality and privacy attractions of this field.
In my view, the war of words between Western governments and their counterparts in Asia has done little to improve human rights in the region, and may have often backfired.
محمد الأمين البقالي الطاهري | El Bakkali Tahiri Mohamed Lamin | 1759