من مظاهر الوسطية في أحوال المسلم تحقيق التوازن في مشاعره وضميره, والخوف والرجاء من أحوال المسلم في علاقته بالله (U), فالخوف وهو تألم النفس من العقاب المتوقع بسبب ارتکاب المنهيات, والتقصير في الطاعات, أو الخوف من أن يصيبه مکروه أو ضرر لابد وأن يوجهه لله تعالى وحده, وهو من شروط کمال الإيمان, وهي حالة تدفع العبد إلى الکف والبعد عن المعاصي, والحرص على أداء الطاعات, والرجاء هو تعلق القلب بحصول محبوب في المستقبل بمعنى کشف البلاء, والنظر إلى عفو الله تعالى ومغفرته وسعة رحمته.
برجاء الثواب على الطاعات والأعمال الصالحة, ورجاء قبول التوبة من المعاصي والذنوب, ولأهمية هذا ورد الاعتناء بهما, والحث عليهما في القرآن الکريم, والسنة النبوية فأردت المساهمة بهذا البحث المتواضع في عرض, وتقريب مقامي الخوف والرجاء في شکل "الدراسة الموضوعية" ببيان حقيقتيهما, والقدر الواجب منهما, والآثار والفوائد المترتبة على لزومهما بما يحقق التوازن النفسي, والروحي للفرد في علاقته بربه, وانعکاس هذا على علاقاته بأفراد مجتمعه مما يؤدي إلى استقرار وصلاح المجتمعات.
عائشه محمد نور الدين محمد عبد المذكور | Aisha Mohamed Nuor Eldin Mohamed Abd el-mazqur | 1057