إن المخطوطات هي جزء من تراث الأمة، وهي الوثيقة المهمة التي تؤكد وجودها الحضاري، لذلك نجد أن الأمم تسعى دائما لدراسة وتحقيق وخدمة ورعاية هذه المخطوطات. وإن الإيمان بالتراث الأصيل والعمل على دراسته وإحيائه وتحليله ورعايته والمحافظة عليه هو مظهر من مظاهر الاعتزاز بتاريخ الأمة والمجتمع، ولأنه الشاهد على قيمته الحضارة الإنسانية والإسلامية، وأيضا شاهداً على قيمة حضارات وثقافات المجتمعات السابقة. إن تحقيق ودارسة علم المخطوطات تطور في الآونة الأخيرة كغيره من العلوم والدراسات الأخرى، وأصبح فيه الكثير من القواعد والضوابط والتي بدورها ساهمت في تطوير وخدمة المخطوطات بشكل ملحوظ. وقد اعتنى العلماء بالمخطوطات عناية فائقة كبيرة، فجعلوا لها قواعد وضوابط وشروط ينبغي ان تتوفر فيمن يقوم بتحقيق المخطوط، وكذلك شروط وضوابط في الكتاب المحقَّق، مثلما اعتنوا في كيفية الحفاظ عليها وصيانتها من التلف والضياع، لذلك أحببت أن أشارك في هذا المؤتمر المبارك بتقديم بحث (الضوابط المنهجية في تحقيق المخطوطات) وقد قسمته الى مقدمة ومطلبين وخاتمة، فقد تعرضت في المطلب الأول إلى اهمية المخطوطات والإهتمام بهذا العلم والفن من قبل العلماء والجمعيات والمؤسسات والجامعات؛ بينما كرست المطلب الثاني لبيان صفات وشروط ومؤهلات التي يجب أن تتوفر في المحقِّق، وكذلك المواصفات التي ينبغي أن تتوفر المحقّق (المخطوط). وختمت الورقة بخاتمة تضمنت فيها أهم النتائج والتوصيات.
أحمد خالد رشيد العاني | Ahmed Khald Rashid Alai | 9287