العدد الخامس ملف العدد

هجرة الكفاءات إلى أوربا.. نزيف مستمر يهدد مستقبل البلدان العربية / ملف العدد

11/11/2020

حيدر الكرخي

نشرت صحيفة العرب دراسة قامت بها جامعة الدول العربية ومنظمة اليونيسكو والبنك الدولي تؤكد على  أن العالم العربي يساهم في ثُلث هجرة الكفاءات من البلدان النامية، وأن 50 بالمئة من الأطباء، و23 بالمئة من المهندسين، و15 بالمئة من مجموع الكفاءات العربية المتخرجة يهاجرون متوجهين إلى أوروبا والولايات المتحدة وكندا، ما يفرز تبعات خطيرة على مستقبل البلدان العربية وذكرت التقارير أن 54 بالمئة من الطلاب العرب، الذين يدرسون في الخارج، لا يعودون إلى بلدانهم، ويشكل الأطباء العرب في بريطانيا وحدها 34 بالمئة من مجموع الأطباء فيها.

 

هجرة العقول

بدأت ظاهرة هجرة العقول العربية، بشكل محدد، منذ القرن التاسع عشر، وخاصة من سوريا ولبنان وفلسطين ومصر والجزائر، وفي بداية القرن العشرين ازدادت هذه الهجرة، خصوصا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتعد المنطقة العربية أكثر منطقة يضطر علماؤها وكفاءاتها إلى الهجرة وهم من المهندسين والأطباء وعلماء الذرة والفضاء، حيث إن أكبر نسبة مهاجرين للأدمغة في العالم من سكان المنطقة العربية.

 

خسائر مستمرة

ويحذر مثقفون عرب من هذا الصدع الكبير الذي يصيب البلاد العربية وهو الاغتراب داخلها وفيها، ويؤدي إلى تفسخ الرابطة بين الفرد والمجتمع، والصدع الأكبر هو نزيف الأدمغة العربية المستمر نحو الغرب ، وهنا لا نعني بهجرة العقول والمثقفين من العالم العربي فقط حملة الشهادات الجامعية العليا من الدكتوراه والماجستير، بل جميع الكفاءات والخبرات في مختلف الميادين الإنسانية والعلمية في الطب والهندسة والاقتصاد والإعلام والفنون.

 

أسباب متداخلة  

إن العالم العربي، وفي منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على وجه الخصوص، يعاني من هجرة الكفاءات العلمية لأسباب عديدة ومتداخلة يأتي الجانب المعيشي على رأسها، ففي بلد مثل تونس على سبيل المثال، هاجر 10 آلاف مهندس إلى خارج البلاد إلى حدود العام منذ العام 2016 بسبب تردي وضعيتهم المادية، في ظل حصولهم على أجر في الوظيفة العمومية لا يتجاوز 1300 دينار (600 دولار)، وفق نقابة المهندسين، التي طالبت نواب البرلمان بسن قانون أساسي منظم للقطاع.

 

خلاصة

الدول العربية اليوم هي الخاسر الأكبر من هجرة كفاءاتها وعقول مواطنيها، وتتضاعف هذه الخسارة لتصبح أكثر خطورة نتيجة ازدياد عدد المهاجرين الأكفاء، الذين يحملون أفضل التخصـصات الإستراتيجية، مثل: الذكاء الاصطناعي، والطب النووي، والجراحات الدقيقة، والهندسة الإلكترونية والوراثية، والعلاج بالإشعاع، وعلوم الليزر، والفيزياء، والفضاء، والميكروبيولوجيا، وهي التخصصات التي تشجع الدول المتقدمة على استقبالها والاستفادة من المتخصصين فيها أما الضحية فهي البلدان العربية التي تخسر كفاءاتها يوم بعد يوم.

العدد الخامس هجرة الكفاءات ، البلاد العربية ، هجرة العقول ،

مواضيع ذات صلة