العدد السابع مقالات

محافل "أُريد" العلمية نجاحاتٌ متوالية / مقالات

17/02/2021

مها شرف

سماها بعضُهم مجازفةً، وبعضُهم الآخر تحدياً، وبعضهم رأها إعجازًا، لكن عندما تعرف مدى رونق كلمة النجاح وجمالها، ستقود مقودَ الحماسِ نحو الإصرار، وستتابعُ إلى محطة التفوق، ذلك أن القطار دائمًا يسير نحو الأمام، لا يمكن له أن يَرجعَ نحو الخلفِ!

تشكلت اللجان وراحت تضع الأسس والرؤى لبناء المحفل العلمي الدولي السّادس، تتالت الإعلانات، وتكاثفت الجهود وأُبرمت الاتفاقيات مع الجامعات الراعية والمساندة، واحتشدتْ جموع الباحثين للالتحاق بهذا الصرح الكبير الذي يتيح لسائلهِ ما لذَّ وطابَ من علمٍ وثقافة، ولكن كما يقولون تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفن، ليظهرَ ما لم يكنْ بالحُسبان وهو (وباء كورونا كوفيد 19) الذي تفاقم ليغدو جائحة تصفد أقدام الدنيا، بحيث أُغلقت كلّ مناحي الحياة التي تفتحُ نحو الآفاق، ولكن بالإرادة القوية والعزيمة تمّ اتخاذ القرار الصائب، قرارًا كان لكثير من الآخرين مجازفةً، وتهورًا! ليظهرَ فيما بعد المحفل العلمي الدولي بِطَلةٍ جديدةٍ غير المعتاد، فهذه المرة من منبر القاعات الإلكترونية، من خلفِ الشاشات، من عالم الإنترنت، حتى تمّ الوصول إلى اللحظة العظيمة بعد تجاوز الصعوبات والتحديات الكبيرة، ولكن ساعات متتالية من الجهد والمثابرة والتعب لا تُقارَن بدقيقةٍ من النجاح، وكما يقول محمد علي كلاي :" الأبطال لا يصنعون في صالة التدريب، الأبطال يصنعون من أشياء عميقة في داخلهم، هي الإرادة والرؤية والحلم"، وهكذا نشأتْ فكرةُ انعقاد المحفل العلمي الدولي السّادس عن بُعد، ليسير السّابع بذات الخطوات وذات الوجهة، فجائحة كورنا التي جعلتْ جميع الأعمال والفعاليات تسيرُ على كرسي متحرك، كانت بالنسبة لمنصة أُريد بداية التحدي والتفوق، أدركتْ أنه لا يمكن أن يكون هناك شيء اسمه "مستحيل"، مادامتْ تملكُ أجندةً تعرفُ أسرارَ النجاحِ، وتعرفُ كيف يكون العمل الجاد والتخطيط الصحيح والتحضير المُتقن، فمجرد ارتقائك إلى مستوى التوقُّعات هو بحدِّ ذاته نجاحٌ كبيرٌ كما يقولون، ولا يخفى على أحدٍ وجود الكثير من العثرات، ولكن على الرغم من ذلك أثبتتْ منصةُ أُريد على محدودية إمكانياتها الضئيلة؛ كونها منصة مجانية غير ربحية، قدرتها على قيادة أعظم المحافل والمؤتمرات الدولية، فحاولتْ وتابعتْ كلّ صغيرة وكبيرة حتى وصلت للهدف المنشود في إنجاح هذه المحافل المُنْعقدة إلكترونيًا، وكما يقول (كونفوشيوس - الفيلسوف الصيني):" الحجر الكريم لا يمكنُ تلميعهُ دون احتكاكٍ، لا تجدُ رجلًا ينجحُ بدون محاولاتٍ منه" فلم تكنْ خطوة جنوبية، كما ظنها بعضُهم، ولكنها مجموعة من الخطوات الصغيرة التي تمت إدارتها من قبل لجان قديرة، حَرِصتْ وسهرِت، حتى خرجَ المحفل العلمي الدولي مكللًا بتاجِ النّجاحِ والتميز.

وفي كلّ مرة يتم إسدال السّتار بنجاحٍ على فعاليات المحفل العلمي الدولي، ولكنها لم تسدلْ على ثماره الناضجة التي انتقل سحر طعمها إلى كلّ باحث، فقد كانت الموادُ التي تُلقى كلّ يوم بمثابةِ وجبةً دسمةً، ذات فائدة جمّة، ستظلُ راسخةً في شريان عقولنا، ما دُمنا ننهلُ من دلاءِ شَذاها.

العدد السابع محفل ، مؤتمر ، بحث علمي ، منصة أريد

مواضيع ذات صلة