العدد السابع أدب وشعر

من في القدس ؟! / أدب وشعر

17/02/2021

أ.د. يوسف ذياب عواد

من في القدس ؟!

يا قدس الأقداس

يا مدينة الاسراء.

والطهر والنبراس

وعتبة الارض الى السماء

معشوقة الانبياء

الصلاة فيك ليست كغيرها.

وكذا الدعاء وقت البلاء

تهوى اليك الأنوار والأسحار.

وتتجلى فيك المشاهد .

للكنائس والمساجد

وسائر الزوايا والمعابد

وسور يحمي القدس من المكائد

من حجارتك العتيقة

المزخرفة والدقيقة.

وأسواقك القديمة.

منذ بدء الخليقة.

يأسرنا سوق القطانين بعراقته.

وأقواسه الفخمة

وحجارته الضخمة.

وخان الزيت فيك حياة

ملؤها التوابل والبخور

نشتم فيك رائحة كنعان.

حيث المنابت والجذور.

فيتجدد الانتماء للمكان.

وفي باب العامود

يجتمع الناس والإحساس.

كل يدافع عن الوجود.

أما في باب الاسباط.

تتجلى كل اشكال الرباط.

ويقهرون الملل والأنجاس.

وكذا  فِي باب الرحمة.

تنغمس الالفة بالزحمة.

ليقولون لباب المغاربة.

إن البراق بداية وخاتمة.

وليس بكائهم  الا وسواس.

ألم يعرفوا ان حجارة الحائط.

لا تسمع منهم لاغية.

وفِي باب الخليل حيث الامل طويل.

ليعانق باب حطة.

ويتكامل المشهد الجميل.

 

في ايلياء... يا ترابنا المقدس  ..

يا ام البدايات

أنبت زرعا يانعا اخضر.

فهل لكعك القدس غير  زعتر .

ورائحة تفوح بشذاها عنبر.

هنا تجلس بائعة النعنع.

كأسد رابض يتربع.

يكاد يغلبها النعاس

والسوق يؤمه الناس

من جميع الاجناس.

هذا يلبس كوفية.

وآخر طاقية ليست بشرقية.

مختلف السحنة والرأس.

وهذه تمشي مطرزة الثياب .

واخرى عارية أو شبه سراب.

وهناك تسمع لغة عشقناها.

واخرى تنعق كما  الغراب.

وهذا اسمر الزند عنيد.

كي يقهر الجلاد  بالمخرز

ويكبر انتماءه  ويتعزز.

وذاك  اصفر  البشرة

سيّء الهيئة والنظرة

مغتر  ومعتر  و وزوز.

مدجج بسلاح او اكثر.

هنا تستيقظ الهمة

وتتكأ  على حجر  مفجر .

بجانب حجر طبزي.

له معنى رمزي.

فيه جحر يشرب منه الطير.

وماء سبيل ينثر الخير

تفكر البائعة بالناس وحالاتها

وتحاكي ذاتها بمفرداتها.

ثم تقول بقرارة نفسها.

إن العمل عبادة.

وان الصمود اراده.

وهما جوهر الحقيقة.

في القدس العتيقة

تألف الناس بعضها

وتأسى مما يمتعضها

كأنهم أفراد اسرة

تجمعهم المسرة

يأكلون معا

ويجوعون سوى.

ويفرحون ويحزنون

بذات الطريقة.

وكي تبقى في القدس كل الوقت.

شامخا كما كنت

يا مقدسي أجب إذا ما سئلت:

هل في القدس إلا أنت ؟

العدد السابع القدس ، شعر ، أ.د. يوسف ذياب عواد ، فلسطين ، المسجد الأقصى

مواضيع ذات صلة