العدد الثامن مقالات

مصداقية كورونا فى مواقع التواصل الاجتماعي لدي الرأى العام العربى / مقالات

18/02/2021

د.عبدالله الوزان

تعد جائحة كورونا حديث الساعة الآن، فكل العالم يتحدث عن هذا الوباء الخطير الذى أصاب العالم فى نهاية عام 2019م حتى وقتنا هذا من شهر ديسمبر عام 2020 م، فقد بدأت هذه الجائحة بالصين وطوقتها، ثم مالبثت أن طوقت العالم كله خاصة قارة أوروبا، مرورا بالشرق الأوسط ودول عالمنا العربى الذى نعيش فى كنفه.

ولقد أصبح الوباء الآن هو الذعر الحقيقى لكل انسان على وجه البسيطة، فهو بمثابة الرعب المسيطر على الكرة الأرضية برمتها، فهذا المرض لا يفرق بين انسان وآخر وبين ذكروأنثى أوبين  طفل و رجل مسن، ولقد أصبح عام 2020م  رمزاً لجائحة كورونا وعنوانها الذى يتميز به، فقد امتلأت المستشفيات فى كل دول العالم بالحالات المشتبه بها وبالحالات المتوفاة والحالات المحتجزة بالعناية الفائقة، وأخرى محتجزة بالحجر الصحى داخل المستشفيات وداخل المنازل، نستمع ونشاهد كل ذلك على شاشات التلفزة وعلى مواقع التواصل الاجتماعى التى تحكى الأحداث تباعا بالدقائق والثوانى، فهذه المواقع خاصة (الفيس بوك – توتير – اليوتيوب) أحدثت ثورة معلوماتية ضخمة فى المتابعة وتتبع الأخبار أولا بأول، لكن هل تكون الأخبار فيها بمصداقية عالية أم أنها مجرد أقاويل لا تغنى عن الحقيقة شيئا؟، خاصة فيما يتعلق بجائحة كورونا (كوفيد -19) حديث الناس حتى الآن، وهل تتوافر في هذه المواقع المصداقية إزاء ما ينشر فيها حول جائحة كورونا من صور وأخبار وفيديوهات ورسومات وتعليقات، أم ما ينشر فيها أكاذيب ؟.

فالمصداقية تلعب دوراً تنويرياً مهماً فى الرأى العام العربي والجمهور، ومواقع التواصل الاجتماعي، فى معظم أنحاء العالم، تكاد تسيطر على مقاليد الأمور الإخبارية فى البلاد فهي تنشر الحقيقة والأكاذيب معاً خاصة فيما يتعلق بجائحة كورونا، فنجد هذه المواقع  تنشر وتذيع للرأى العام العربى كل ما يتعلق بهذا الوباء الخطير من صور، وفيديوهات، ورسوم، ورسائل كتابية ومسموعة، وعليه، فإن هناك من الجمهور من يتفاعلون ويصدقون ما يبث،  وآخرون يشاهدون ولا يصدقون كل ما يقال إلا إذا كان مفعما بالأدلة والمصادر، وصنف ثالث يشاهد ولا يتفاعل ولا يصدق ولا يكذب فهو محايد، فالرأى العام في أي بلد هو عماد الأمم ومعينها الذى لا ينضب أبدا، وبوعى الجمهور وثقافتهم يقاس نهضة الأمم وتقدمها.

 لكن هل فيروس كورونا  هذا مصطنع أم طبيعى ؟ أم هو حقيقى الوجود أم مجرد خزعبلات وأكاذيب؟

وهل هو بالفعل مرض معدى أما أنها أوهام وخيالات؟ وهل نعيش وباءا حقيقيا أم مفتعلا ؟

كل هذه التساؤلات تنشر فى مواقع التواصل الاجتماعى، فهل عندما تنشر مثل هذه التساؤلات أيجب علينا كرأى عام عربى التصديق بها أم لا ؟

فالمشكلة تكمن في مدى مصداقية هذه المواقع، فالكثيرون أكدوا وجود الفيروس، وأنه مرض معد للآخرين، وبعضهم الآخر أكد أنه لا يوجد مرض وإن وجد فإنه ليس معديا ؟

وقد قمت مؤخرا فى يوليو الماضى عام 2020م بعمل بحث عن مصداقية كورونا فحصلت على بعض النتائج، من أهمها:

1.    إن أكثر مواقع التواصل الاجتماعي مصداقية في نقل الأخبار والمعلومات حول جائحة كورونا هو موقع الفيس بوك بنسبة 71,9% فى المرتبة الأولى ثم يأتى موقع اليوتيوب فى المرتبة الثانية بنسبة 18% بينما يأتى توتير في المرتبة الثالثة والأخيرة بنسبة 10,1%، أي أن الرأى العام يصدقون ما ينشر وما يبث في مواقع التواصل الاجتماعي لكن درجات الصدق تختلف من موقع لآخر.

2.    إن الثقة فى مصداقية مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة للرأى العام العربى موجودة وبقوة، لكن ليست مصداقية مطلقة، فنجد أن نسبة 57,3% منهم  لديه الثقة فى مصداقية موقع الفيس بوك عن المواقع الأخرى مثل اليوتيوب ونسبته 14,4% وتوتير بنسبة 7,3%، أما عدم الثقة فى المصداقية بالنسبة للمواقع الثلاث السابقة مجتمعة فتكون بنسبة 12,9% .

العدد الثامن كورونا ، التواصل الاجتماعي ، الاشاعات ، المصداقية ،

مواضيع ذات صلة