العدد الثالث عشر تقارير

أريد تشارك جامعة البصرة في تنظيم مؤتمر علمي عن التحول الرقمي / تقارير

17/02/2022


برعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق وإشراف جامعة البصرة، وتحت شعار ( بالنشاط والتعاون نسعى لتطوير قدرات الإنسان في عالم التحول الرقمي ) 

أقام مركز التطوير والتعليم المستمر في جامعة البصرة بالتنسيق مع منصة أريد الدولية للعلماء والخبراء والباحثين الناطقين باللغة العربية، مؤتمره الدولي الافتراضي الأول بعنوان: 

(التعليم والتطوير المستمر قوة للفرد والمجتمع في عصر التحول الرقمي)، وذلك يومي الثاني والثالث من حزيران 2021م، حيث افتتح مركز التطوير والتعليم المستمر بجامعة البصرة الثاني من حزيران مؤتمره، بالتعاون مع منصة (أريد ) التي تضم مجموعة من الأكاديميين الناطقين باللغة العربية من معظم الجامعات العربية والعالمية، وبدعم من كلية الإدارة والاقتصاد.

وعن الهدف من إقامة المؤتمر قالت مدير المركز الدكتور نداء محمد الياسري، الهدف « من المؤتمر هو الكشف عن أهمية التعليم والتركيز على آلية عمل مراكز التعليم المستمر، وقد دعتنا الحاجة نتيجة الظروف المستجدة المتمثلة بانتشار وباء كورورنا وانفتاحنا نحو التعليم الرقمي إلى إعادة النظر بالتشريعات والبرامج وآليات عمل تلك المراكز فضلاً عن رغبتنا بالاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي سبقتنا بالتعليم الإلكتروني كالجامعات الماليزية التي تشاركنا مؤتمرنا اليوم «.

وأضافت الياسري – سنعتكف على مدى هذين اليومين على دراسة وتحليل نقاط القوة والضعف في أداء مراكز التعليم المستمر في العراق عموماً بمساعدة نحو (35) باحثاً في المؤتمر .

 وعن تقييم تجربة جامعة البصرة نحو تحولها إلى التعليم الرقمي قال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور سعد شاهين حمادي، « تشهد الجامعة منذ ما يقرب العامين انفتاحاً كبيراً نحو التعليم الرقمي كنقد للطرق القديمة المتبعة في التعليم الكلاسيكي والنظم التي تعودنا عليها لسنوات طويلة والقائمة على أساس التلقين والحشو بمعلومات مجردة لم ترتقي بجامعتنا إلى مستوى تطوير التعليم والمتعلم الذي سيواجه حياته المهنية بعد تخرجه، فمع التعليم الرقمي أصبحت المعطيات العلمية تتدفق بغزارة وسرعة مذهلة أمام مرأى الأكاديميين متخطية كل الحواجز الحدود الدولية، وهكذا شعرت إدارة الجامعة بتكامل منهجها النظري والعملي العلمي وأن نظريات التربية لم تعد مقتصرةً على إعداد الفرد والمجتمع بل توفير فرص التدريب والتعليم المستمر وضخ المهارات لهم مدى الحياة «.

وأضاف د. شاهين» على الجامعات العراقية أن تتبنى فكرة التربية المستديمة وأن تبرز دور مراكزها المعنية بالتعليم المستمر لتصبح نقطة انطلاق لتعليم الفرد والمجتمع ضمن متطلبات العصر وتحدياته المعاصرة ولتحسين جودة المخرجات التعليمية.

هذا وقد ألقى الأستاذ الدكتور سلوان العاني رئيس الهيئة الاستشارية الموحدة بمنصة أريد بالنيابة عن المنصة كلمة بين فيها الهدف الأساسي اليوم هو النهوض بقطاع التعليم المستمر للتكامل مع نظام التعليم النظامي والمساهمة في بناء قدرات الخريجين وكوادر الدولة ولمواجهة تحديات نظام التعليم عن بعُد والتوجهات البحثية الجديدة بعد انتشار جائحة كورونا (كوفيد -19) والانتقال إلى النظام الاقتصادي الرقمي في دول العالم، ومجتمع المعرفة.

وتابع أن الاهتمام بالتعليم عالي الجودة في مختلف التخصصات وباستخدام أحدث المعايير العالمية هو أحد أهداف الجامعات والتي يقاس تطورها في وضعه لخدمة واحتياجات المجتمع  من خلال  توفير البرامج التدريبية الفعلية للمجتمع، والنهوض بقدرات أفراد المجتمع العلمية والتقنية، وتطوير معارفهم ومهاراتهم، للمساهمة في خطة التنمية وتطوير المجتمع.

ومن منطلق المسؤولية المجتمعية تنشئ الجامعات مركز للتعليم المستمر وخدمة المجتمع لكي يكون حلقة الوصل بين الجامعة والمجتمع لتقديم البرامج التدريبية والاستفادة من الخبرات والتجارب والموارد  المتاحة في الجامعة في تقديم البرامج التحضيرية لامتحانات الشهادات المهنية والدولية وامتحانات القبول للجامعات على اختلاف انواعها . 

وبين العاني أن جل مراكز التعليم المستمر تسعى على إعداد برامج مهنية لتدريب أفراد المجتمع والمؤسسات الوطنية والقطاع الخاص، بهدف تنمية المهارات والخبرات اللازمة لسوق العمل وتوفير البيئة المناسبة للتطوير ومن هذه البرامج دورات تطوير اللغات المختلفة والتحضير لاختبارات التوفل والايليتس، التي تساعد الطلبة وتحسين أدائهم للحصول على درجات عالية في هذه الاختبارات، وتؤهلهم للحصول على القبول في الجامعات، على مستوى البكالوريوس أو الدراسات العليا.

وتابع أن مراكز التعليم المستمر دائمة السعي للحصول على شهادة الأيزو من خلال الالتزام بانظمة إدارة الجودة والتميز مع الالتزام باستدامة تقديم البرامج الأحدث والتي تواكب اهتمامات المجتمع.

ونظرا لما للجامعات من أهمية قصوى لدى فئات المجتمع فإن تطبيق مفاهيم المسؤولية المجتمعية تتطلب تحويل المنتجات الجامعية بأشكالها المختلفة إلى حلول قابلة للتطبيق لمشكلات المجتمع والبيئة المحيطة. 

من التحديات التي تواجه التعليم العالي هو الانتظام في الجيل الرابع من الجامعات الذي يسمح بالتعلم لأفراد المجتمع بالتساوي مع طلاب الجامعة المنتظمين داخل الحرم الجامعي، بالإضافة لجودة خريج الجامعة وجاهزيته لمتغيرات سوق العمل في إطار الثورة الصناعية الرابعة والثورة المعلوماتية والاقتصاد الرقمي التي تتطلب المتميزين وأصحاب المنافسة والطموح والابتكار. 

وفي نطاق عمل منصة أريد فقد أشار إلى أنها سعت منذ تأسيسها في 2016م على المشاركة المجتمعية الهادفة لتعزيز العمل التطوعي من خلال تنفيذ الدورات التدريبية والبرامج التعليمية المتخصصة بالبحث العلمي ومجالات النشر في المجلات المحكمة والمستوعبات الدولية، ودعوة العلماء والمختصين لإلقاء المحاضرات العلمية والتكنولوجية وإبراز دور التعليم العالي والبحث العلمى في دعم خطط التنمية المستدامة وتقديم العديد من الدراسات الإنسانية والاجتماعية والتركيز على أهمية تبني مؤسساتنا التعليمية لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، والمساهمة في تطوير البنية التحتية لنظام التعليم الافتراضي ليتمكن من مواجهة تحديات المستقبل. 

وعملا مع الاجراءات الاحترازية للحدّ من انتشار فايروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، وبما يوفِّر الحماية لأفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم، فقد تم تقديم سلسلة من دورات التعلم عن بعُد لكافة التخصصات العلمية والتكنولوجية والإنسانية والتربوية ولذوي الاحتياجات الخاصة، وتُعد هذه الدورات جانب من المسؤولية المجتمعية لمنصة أريد لتلبية الاحتياجات الفعلية للمجتمع والسعي لتنمية معارفهم ومهاراتهم دون الحاجة لمغادرة منازلهم خلال تلك  الفترة.

وتابع العاني بأن هذه البرامج، قد استفاد منها آلاف الباحثين من منصة أريد ومن الجامعات العراقية والعربية والعاملين في مراكز البحوث العلمية ومراكز الدراسات الاستراتيجية، وتم استيعاب الأبحاث التي شارك بها الباحثون في المحافل العلمية التي عقدتها المنصة كل ستة أشهر وتم نشر تلك الأبحاث بشكل مجاني في مجلات أريد الدولية للعلوم والتكنولوجيا، والعلوم الإنسانية والإعلامية والمعلوماتية والتربوية.

كما تم إبرام العديد من مذكرات التعاون العلمي مع الجامعات تتضمن الشراكة في الجوانب البحثية والتعليمية والمسؤولية المجتمعية، واُطلِقت جوائز تشجيعية للباحثين لمسابقات في مختلف العلوم. 

وفي نهاية كلمته أكد على ضرورة استمرار التعاون مع جامعة البصرة وبقية الجامعات العراقية في معظم مجالات المعرفة والتدريب راجيا التوفيق والتميز للباحثين في طرح أوراق بحثية تسهم في تطوير التعليم المستمر وخدمة المجتمع وخطة التنمية.

كما قدم الأستاذ الدكتور ياسر طرشاني المشرف العام على النشر الإلكتروني بمنصة أريد، كلمة رحب بها في البداية بجميع من نظم وسعى لعقد هذا المؤتمر، ثم بين الدور المهم للتعليم المستمر في تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، وخاصة في عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، وكذلك في ظل انتشار وباء كورونا، وذلك بسبب كثرة التغيرات التي تعرض لها العالم من التحول من التعلم والعمل المباشر إلى التعلم والعمل عن بعد، كما بين أن التعليم المستمر هو استمرار عملية  التعليم دون انقطاع وتوقف من أجل تحقيق طموحات الفرد والمجتمع في التطوير والتحسين المستمر، ولذا فالتعلم المستمر فيه جلب للمصالح ودرء للمفاسد، وقد أشار إلى أن الشريعة الإسلامية حثت على الاستمرار في التعليم فأول تكليف إلهي للإنسان هو « اقرأ» والبداية تكون باسم الله، وقد تكرر الأمر اقرأ مرتين في نفس السورة وتسمى سورة العلق بسورة اقرأ، بالإضافة لذكر نعمة من الله وهي أنه علم بالقلم، ثم جاءت سورة في القرآن باسم سورة القلم، ومهما  تعلم المسلم فعلمه قليل في علم الله، قال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } [الإسراء: 85]. ووضح أن النبي صلى الله عليه وسلم حكم التعلم،  قائلا:» طلب العلم فريضة على كل مسلم»، بالاستمرار في التعلم المستمر تزداد الخبرات بواقع الحياة ومتطلباتها، كما أكد أن التعلم المستمر هو تعلم شامل تراكمي فلا يركز على  تعلم جانب دون آخر بل معرفة الحد الأدني في العلوم المتنوعة مع التخصص والتعمق في مجال تخصصي واحد مع ربطه بالواقع المعاصر وحل مشاكل المجتمع، فمهارة التعلم المستمر تساعد على تحقيق مقصد حفظ الدين، فالعلم لا ينتهي بمرحلة معينة ولا في سن معين، فالإنسان يتعلم في كل يوم؛ لأنها عبادة لله، فطلب العلم  في الحياة حتى الممات. كما بين أن تعلم المهارات الجديدة يساعد للوصول للوظائف المستقبلية خاصة في ظل التطورات السريعة في ظل التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة، وأن الأجيال بجميع المراحل يحتاجون للتعلم المستمر على مدار حياتهم مع وضع حب التعلم المستمر مع العمل به مما يؤهلهم للالتحاق بسوق العمل المستقبلي، وفي النهاية جدد شكره لإدارة جامعة البصرة ومديرة مركز التطوير والتعليم المستمر على  تنظيمهم هذا المؤتمر الدولي وذلك بالتعاون مع منصة أريد 

هذا وشهد اليوم الأول من المؤتمر القاء عدد من البحوث العلمية تمحورت في تطوير مفاهيم التعليم المستمر وتحليل آفاقه ومستلهمات التحول نحو التعليم الرقمي وتحليل سير منحنى التعليم المستند إلى (الويبنار) الخاص بالعلوم التطبيقية الطبية، بالإضافة إلى بحوث اليوم الثاني والذي أدارت منصة أريد أحد جلساته، فترأس الأستاذ الدكتور داود الحدابي وهو أحد أعضاء اللجنة الاستشارية لمنصة أريد جلستها،  والأستاذ الدكتور ياسر طرشاني، مقررا لها، وتنوعت البحوث ما بين معوقات التعليم الإلكتروني، ومتطلبات القدرة التصميمية في التعليم الإلكتروني، وكفايات التعليم المستمر الواجب تنميتها لدى الهيئة التدريسية، وأثر التعليم التعاوني في تطوير آفاق التعليم المستمر.

العدد الثالث عشر منصة أُُريد ، مؤتمر ، جامعة البصرة

مواضيع ذات صلة