العدد الخامس عشر الإفتتاحية

أُريد تتبنى مؤتمر دوليا للاقتصاد الاسلامي / الإفتتاحية

19/02/2022

هيئة التحرير

لم يكن حدثا عاديا زخم الاهتمام الكبير الذي حظي به مؤتمر الاقتصاد الاسلامي الدولي، الذي شاركت في تنظيمه منصة أُريد للعلماء والخبراء والباحثين الناطقين بالعربية، وكانت هي العنوان الأبرز في نجاحه على خلفية تسخيرها إمكاناتها التقنية والفنية عالية المستوى في تنظيم المؤتمرات الكترونيا، لا سيما في ظل ظروف جائحة كورونا التي عطلت كل شيء تقريبا في مختلف أرجاء العالم وتوظيفها باروع صورة في تنظيم هذا المؤتمر.

إن واقع الاقتصاد العالمي الذي تعصف به تبعات انتشار وباء كورونا بات عنصر ضغط عالمي يثقل كاهل جميع دول العالم بلا استثناء، وإن كان بدرجات متباينة فكل المعطيات تؤكد، بلا أدنى شك، أن المعنيين بهذه القضية العالمية باتوا يجهدون أنفسهم للبحث عن حلول تكفل لاقتصاد العالم الخروج من عنق زجاجة كورونا بأقل الخسائر وتحجيم آثارها على الناس الذين تصعب حياتهم وتتعقد يوما بعد آخر، وهم يعترفون، وإن لم يكن علانية، في مجالسهم الخاصة أن الاقتصاد الإسلامي هو المنقذ، ولكن عملية التطبيق تواجهها عقبات لا تعد ولا تحصى.

لذلك جاء عقد هذا المؤتمر الدولي للاقتصاد الإسلامي بجهود منصة أُريد والجهات الراعية ليفتح نافذة نقاش بناءة تضع النقاط على الحروف ومحاولة وضع خريطة طريق لكيفية نجاح البنوك الإسلامية في مواجهة التحديات، وإثبات أنها هي المنقذ بشرط اتباع نظام الاقتصاد الإسلامي، وليس وفق قوانين النظام الرأسمالي، وهو ما يتطلب توحيد الجهود لكل الجهات المعنية بالأمر، وهو ما تم مناقشته بنحو مستفيض على مدى يومين من الجلسات المستمرة التي قُدمت فيها بحوث عالية المستوى علميا وأكاديميا.

خلاصة القول: إن نجاح هذا المؤتمر شكل محطة مضيئة جديدة في مسيرة منصة أُريد وسعيها لترسيخ أركان بيئة بحثية ناطقة بالعربية تقدم منتجا بحثيا يسهم في حل أعقد المشكلات، لا سيما في المجال الاقتصادي، ولعل التوصيات التي خرج بها المشاركون في المؤتمر هي مسك الختام الذي جسد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى قصة نجاح تحاول أن تمد يد العون لاقتصاد عالمي يتهاوى ويدفع البسطاء ثمن تهاويه وعدم استقرار، وإن الخيار الوحيد لإيقاف ذلك هو نظام الاقتصاد الاسلامي القائم على العدالة في توزيع المداخيل، والابتعاد عن كل صور الظلم الاجتماعي، الذي انتشر كثيرا، وأثقل كاهل بني البشر في كل أرجاء المعمورة . 

العدد الخامس عشر أُريد تتبنى مؤتمر دوليا للاقتصاد الاسلامي

مواضيع ذات صلة