العدد الثاني في رحاب الجامعات

جامعة السلطان قابوس... صرح علمي برؤية متجددة / في رحاب الجامعات

03/11/2020

سليمان صالح

أحرزت جامعة السلطان قابوس في عُمان في السنوات الأخيرة  تقدمًا في تطوير البنية الأساسية، ووصلت لـ 9 كليات، و14 مركزا بحثيا، و106 برنامجًا للدراسات العليا بنهج قائم على العلم والمعرفة، محققةً إنجازات متقدمة، استشرافًا لآفاق واعدة.

تأسيسها وتصميمها

بدأت أعمال بناء الجامعة في عام 1982، واستقبلت الدفعة الأولى من طلابها عام1986م. وقد أصدر السلطان قابوس بن سعيد مرسوماً سلطانياً يحمل رقم 9/86، الذي يقضي بإنشائها، وحدد هذا المرسوم بداية الدراسة في الجامعة في خمس كليات هي: التربية، والهندسة، والطب والعلوم الصحية، والعلوم الزراعية والبحرية، والعلوم. وبعد ذلك تمت إضافة كليات الآداب، عام 1987م، وكلية التجارة والاقتصاد، عام 1993م وإلحاق كلية الحقوق عام 2006م، وأخيراً إضافة كلية التمريض عام 2008م، ليكون بذلك عدد كليات الجامعة تسع كليات.

وتم انشاء الجامعة في واد يقع عند سفوح الجبال العمانية الشاهقة يجعلها تبدو من ناحية معمار البناء كصف من المباني، تم تصميمها مع أقواس وساحات، مما يعكس الذوق الرفيع، وقد تم بناؤها بالحجارة الرملية ذات اللونين الأبيض والزهري بطريقة تعكس الفن المعماري التقليدي والإسلامي.

تم انشاء الجامعة في أحد المحاور بواد يقابل في إحدى نهاياته جهة مكة المكرمة. ويبدأ خط هذا المحور عند بوابات الدخول إلى الجامعة ويسير خلال مبنى إدارة الجامعة ذي الأبواب العُمانية الضخمة، ويمتد دون أي تقاطع إلى المباني الأكاديمية، وإلى مسجد الجامعة في نهاية الطرف الغربي للحرم الجامعي، ويقع هذا المسجد ذو القبة والمآذن الضخمة على أعلى تل في الحرم الجامعي، ويمكن مشاهدته من عدة جهات داخل الجامعة ومن حولها.

 

رؤية ورسالة وقيم راقية 

تقول جامعة السلطان قابوس: إن رؤيتها هي أن تحافظ على دورها الريادي في مجالي التعليم العالي، وخدمة المجتمع داخل السلطنة، وأن تتميّز دوليا بجودة بحوثها العلمية الابتكارية، وخريجيها، وشراكاتها الاستراتيجية، ورسالتها التميز في التعليم والتعلم، والبحث العلمي والابتكار، وخدمة المجتمع، من خلال تعزيز مبادئ التحليل العلمي، والتفكير الإبداعي في بيئة أكاديمية محفزة، والمشاركة في إنتاج المعرفة وتطويرها ونشرها، والتفاعل مع المجتمعين المحلي والدولي. 

 

 

أهداف واضحة المعالم 

تهدف الجامعة كما نص قانونها الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (71/2006) بتاريخ 2 يوليو 2006م، إلى إعداد أجيال جامعية تعي تراثها الحضاري والإسلامي، وتأهيلها أكاديمياً وفنياً بما يؤهلها للابداع والابتكار والتعلم الذاتي مدى الحياة، وتهدف الجامعة، أيضاً، لإجراء البحوث والدراسات النظرية والتطبيقية؛خدمة للمجتمع، والمشاركة في إيجاد الحلول العلمية لمشاكله الاجتماعية والاقتصادية، وربط بحوث الجامعة ودراساتها المختلفة بخطط التنمية الشاملة، وبالرؤية المستقبلية للمجتمع، والمشاركة في خدمة المجتمع وتنميته من خلال التفاعل المباشر والمستمر مع مؤسساته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافيةوتقديم المشورة العلمية والفنية لهذه المؤسسات، مما يؤدى إلى استفادة المجتمع من طاقات الجامعة وإمكانياته، فضلا عن تدعيم الصلات والروابط العلمية، وتبادل الخبرات مع الجامعات والمؤسسات العلمية في جميع الدول، خاصة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، والتفاعل مع التجارب والخبرات العلمية العالمية في مجالات الفكر والعلم والثقافة.

مجلات محكمة ومؤتمرات متميزة ..

تصدر الجامعة ست مجلات علمية محكمة تم إدراجها وفهرستها في قواعد البيانات العالمية، وإتاحة محتواها عبر الانترنت؛ وهو ما مكّن الباحثين، من جميع أنحاء العالم، الوصول إليها بكل سهولة ويسر، بما يضمن تبوأها للصيت العالمي المرجو؛ فأصبحت جميع هذه المجلات مفهرسة الآن في واحد أو أكثر من المؤشرات وقواعد البيانات الدولية، بما في ذلك سكوبس، ودليل الوصول المفتوح للمجلات المحكمة (DOAJ)، وإبسكو (EBSCO)، وجي جيت J-Gate، ومعامل التأثير والاقتباس العربي، ودار المنظومة، وشبكة المعلومات العربية التربوية «شمعة»، وغيرها ، وبلغ إجمالي عدد المؤتمرات والندوات العلمية التي نظمتها الجامعة العام الماضي (15) مؤتمرًأ وندوة. 

مجلات محكمة ومؤتمرات متميزة ..

وانطلاقًا من إيمان الجامعة التام بأهمية الابتكار بوصفه المحرك الأساسي لاقتصاد المعرفة؛ فقد خطت العديد من الخطوات العملية في هذا الجانب، ويـأتي مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا في صدارة المشاريع التي اهتمت الجامعة بتأسيسها مؤخرًا لضمان التماشي مع التوجهات العالمية نحو تحقيق اقتصاد المعرفة والتنمية المستدامة. وفي الإطار ذاته تعمل الجامعة على دعم الباحثين والمبتكرين ومساعدتهم على تحويل أفكارهم الإبداعية ونتائج أبحاثهم المبتكرة إلى منتجات تشكل قيمة مضافة للسوق المحلي والعالمي، وتؤهلهم لخوض تجربة ريادة الأعمال من خلال تأسيس شركات ناشئة ومشاريع جديدة تساهم في تنويع الاقتصاد العماني واستدامته. ويوجد في الجامعة، حاليًا، العديد من الشركات الطلابية والتي حقق بعضها إنجازات متعددة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. 

استحدثت الجامعة، أيضا، «جائزة جامعة السلطان قابوس للنشر العلمي وبراءات الاختراع» وجاءت فكرتها نتيجة اهتمام الجامعة بالنشر العلمي وبراءات الاختراع، وإيمانًا بدور البحث العلمي في المساهمة بدفع عجلة التنمية المستدامة في السلطنة، وتماشيًا مع خطة الجامعة الاستراتيجية للبحث العلمي (2020-2040م). حيث تركز أهداف الجائزة على تعزيز جهود النشر والابتكار في الجامعة، وإيجاد بيئة تنافسية تحفز الباحثين على زيادة نتاجهم البحثي المنشور، والخروج بأفكار ومنتجات مبتكرة، وتعزيز التعاون في مجالي البحث العلمي والابتكار على المستوى الدولي بين باحثي الجامعة والمؤسسات الأكاديمية الرائدة في العالم، إضافة إلى تشجيع الباحثين على نشر أبحاثهم في المجلات العلمية الدولية المعتمدة عالميا، وتسجيل النتائج الابتكارية كبراءات اختراع. 

تفاعل بحثي عالمي 

حرصت الجامعة على الاستجابة المثلى للاحتياجات المتغيرة التي تفرضها القضايا والظواهر المحلية والإقليمية والدولية، وتعمل على توجيه الجهود والأنشطة العلمية وتسخيرها للمساهمة في تطوير الحركة العلمية والبحثية العالمية، كما تركز كذلك على الأنشطة العلمية التي من شأنها إنتاج المعرفة وتوزيعها ونشرها على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وذلك بما يضمن الاستثمار الأمثل للمنظومة البحثية المتكاملة التي تتفرد بها الجامعة، التي مكنّت من إنتاج البحوث والدراسات والمنشورات العلمية المعترف بها عالميًا، ولعل من أبرز الأمثلة في هذا الصدد، ما عملته الجامعة في إطار توسيع شبكة المراكز والكراسي البحثية والأكاديمية، فأصبح إجمالي عدد المراكز البحثية (14) مركزًا و(7) كراسي بحثية وأكاديمية، كما وجهت الجامعة اهتمامها نحو تشكيل مجموعات بحثية متخصصة في مجالات متعددة؛

بهدف تعزيز الاستفادة والتكامل بين الخبرات المتنوعة بالجامعة، وتعزيز الإنتاج البحثي المتميز كمًا ونوعًا لاسيما في المشاريع البينية ذات الأهمية الاستراتيجية للبلاد؛ فنتج عن ذلك، أن أصبح عدد المجموعات البحثية في الجامعة (15) مجموعة بحثية متخصصة في مجالات متنوعة. ولم تغفل جامعة السلطان قابوس، عن أهمية توظيف الجانب التكنولوجي والتقني في العملية التعليمية والبحثية، وبذلت في هذا الجانب العديد من الجهود من أجل ضمان تحقيق ذلك، خاصة في ظل المعطيات الحالية التي تحتم أهمية مضاعفة هذا التوظيف للتكنولوجيا والمنصات الرقمية بما يسمح بمواصلة عملية نشر المعرفة والتفاعل العلمي. 

وتُعدّ الجامعة من بين أكثر المؤسسات كثافة في إنتاج البحث العلمي في عُمان والعالم العربي، حيث يتميز نتاجها البحثي بأنه مرتفع، وفقًا لتصنيف الجامعات العالمي كيو إس(QS) لعام 2021م، وأحرزت الجامعة خلال السنوات الأخيرة تقدمًا في هذا التصنيف، حيث حققت المرتبة (375) عالميًا للعام 2021م من أصل 1047 جامعة حول العالم. كما يصنف مؤشر كيو إس (QS) للمنطقة العربية الجامعة في المرتبة الثامنة في المنطقة من أصل 130 مؤسسة. وبلغ عدد الأوراق العلمية المنشورة في مستوعب سكوبس العام الماضي 2019 (1051 ) ووصل الاستشهادات فيها إلى (2199 ) استشهادا علميا. فيما وصل عدد برامج الدراسات العليا في الجامعة إلى (106) برنامجًا، منها (37) برنامج دكتوراه و(69) برنامج ماجستير مطروحة في الكليات العلمية والإنسانية بالجامعة.

 

العدد الثاني جامعة السلطان قابوس ، جامعة ، عمان ، التفكير الإبداعي ، المؤسسات العلمية ،

مواضيع ذات صلة