العدد الثالث ملف العدد

وباء كورونا .. متلازمة الوعي وضعف الخدمات تفتك بالمجتمعات العربية / ملف العدد

04/11/2020

حيدر الكرخي

«يا ليت الدنيا تعود بي إلى أيامك، وإلى حنانك، وإلى عطفك، يا ليتني استيقظ في الصباح وأسمع صوتك الحنون الذي تناديني به، يا ليتني احتضنك وأشم رائحتك العطرة التي افتقدها بشدة، يا ليتني ويا ليتني ما فقدتك، وما رأيت يوماً كيوم هجرتك، يوم حُملت فيه على أكتاف الرجال ذاهباً إلى مثواك الأخير، تاركاً وراءك فتاة تبكي ليلاً نهاراً شوقاً إليك، كم أتمنى أن أراك حتى في المنام وأُشبع ناظري بك، وألمس يديك الحنونتين، وأنظر إلى عينيك المليئة بالحب والعاطفة على ابنتك التي تركتها بين أيادي الزمان تعاني هماً لا يعرف به أحد، رحمك الله يا نور قلبي وحياتي أبي». بلغة الوجع ودعت تالا أحمد راضي أباها الكابتن العراقي الذي يعرف بالأسطورة أحمد راضي بعد أن وافته المنية في بغداد متأثرا بإصابته بفايروس كورونا .

 

السلطات .. وباء الفشل

واحتل انتشار فيروس كورونا في العالم حيزاً كبيراً من اهتمامات الصحف العربية، وقد تناول عدد من كتاب الرأي هذه القضية، ولا سيما انتشار الفيروس القاتل في المحيط الإقليمي وخلال الأشهر الماضية، ظهرت حالات إصابة بالفيروس في عدد من البلدان العربية ، منها العراق ، اليمن ، السودان، عمان، والكويت، والبحرين، ولبنان ، والمغرب ، وناقش كتاب رأي وبعض المختصين طريقة تعامل البلاد العربية مع انتشار الفيروس وانتقد بعضهم ما وصفه بـ»استهتار» السلطات في بعض الدول في التعامل مع الفيروس، فيما انتقد آخرون «جشع» التجار في التعامل مع الأزمة من خلال رفع أسعار الكمامات لكن الانتقاد الأشد وقع على قلة الوعي وعدم اهتمام المواطن العربي بنفسه من خلال إهمال لبس الكمامات وأخذ الوقاية الكاملة ما سبب في انتشار الفايروس وهذا بحد ذاته يمثل تحديا خطيرا يدعو الجميع الى ضرورة استخدام مواد التعقيم ولبس الكمامات وعدم التجمع في الأماكن العامة فضلا عن ضرورة عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة ويمثل ذلك مسألة الحفاظ على النفس من هذا الفايروس القاتل.

 

المغرب العربي .. وعي زائف

أما في المغرب العربي حذر الباحث يحيى عالم من السخرية في إشارة إلى السخرية التي حدثت في مواقع التواصل الاجتماعي عند انتشار كورونا من قبل بعض المدونين المغاربة قائلاً: إن السخرية من كل شيء، نوع من العدمية التي تدعي الوعي وهي في حقيقتها مجرد وعي زائف، لا أثر له، فيكون الإنسان يضر بنفسه من حيث يدري أو لا يدري، ويهدد مصيره بأكمله .. الامر لا يتوقف على المغرب بل يمتد ليشمل الجزائر وتونس وليبيا التي تمزقها الصراعات والحرب الاهلية فوسائل الاعلام في هذه البلدان ما انفكت تتحدث عن ضعف مخيف في الوعي المطلوب للتعامل مع الوباء وهو وضع المجتمعات في ازمة خانقة .

 

مصر .. استهتار بالوقاية 

الوضع لم يختلف كثيرا في مصر؛ فرئيس لجنة مكافحة كورونا بمصر حسام حسني، قال "إن استهتار المواطنين بإجراءات الوقاية تسبب في قفزات بأعداد المصابين، معتبرًا أن الرهان على وعي الشعب سبب أزمة " حسني أردف قائلاً "الشعب استهان بكورونا وكورونا لا يستهان بها". الاحصائيات في مصر في تصاعد مستمر والوضع فيها ينذر بخطر كبير .

 

اليمن .. الظروف مستحيلة 

ربما الأمر مختلف نسبيا في اليمن بسبب تهالك المنظومة الصحية حيث حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من خطورة التدهور الشديد الحاصل في المنظومة الصحية، بسبب الصراع المستمر لأكثر من أربع سنوات وقال: «العاملون الصحيون في اليمن يعملون في ظروف مستحيلة، فهناك آلاف المرضى ولكن لا توجد مستشفيات كافية، أو أدوية كافية، أو مياه نظيفة كافية، وهؤلاء الأطباء وطواقم التمريض هم العمود الفقري للاستجابة الصحية ومن دونهم لن نستطيع فعل شيء في اليمن».

 

الجزائر .. وعي مضطرب 

في حين يقول الكاتب محمد بن ديدة إنّ تعامل الناس مع فيروس كورونا في الجزائر "لا يزال مضطرباً نوعاً ما ويشير الكاتب إلى ما يطبع تعاطي الجزائريين مع الكورونا، من لامبالاة بالعزل الصحي وقراراته الصارمة والدرجات القصوى للتوعية، وبروز حالات من قلة وعي المواطنين وعدم شعورهم بالمسؤولية، حتى الآن، في أغلب جهات الوطن، على وقع مستويات متدنّية من التعامل مع خطر الوباء بأساليب السخرية والتقليل من حجم خطره حتى لدى الكثير من المثقفين المحسوبين على مستوى الوعي الجمعي وهذا الأمر زاد من عدد الإصابات.

 

العراق ...  وعي مترنح 

كان الكثير في العراق ينكر وجود الفايروس، ويسخر من مرتدي الكمامات، لكن حادثة موت كابتن العراق أحمد راضي، ربما تشكل بداية انعطافة جديدة في الحذر والوقاية، ومع ذلك كله، هناك معاناة مستمرة من عدم الالتزام بالتحذيرات، إذ أكد مدير صحة جانب الرصافة من العاصمة العراقية بغداد عبد الغني الساعدي، أن جانب الرصافة، وهي الأكثر شعبيَّة، أدت إلى انتشار فيروس “كورونا” وساعد في ذلك قلة الوعي الصحي من بعض الناس، محذراً من أن استمرار انتشار الفيروس سيؤدي إلى “كارثة” .. وهو ما أكده وزير الصحة العراقية حسن التميمي الذي كشف أن قلة الوعي بالتعامل مع كورونا عند عامة الناس أدخل البلد في مرحلة وبائية خطيرة.

 

السودان .. صعوبات عديدة

أما السودان فتعمل ألف منظمة وطنية وإقليمية ضمن خطة الطوارئ الصحية لمواجهة فيروس كورونا المستجد إلى جانب مبادرات تطوعيّة للتوعية الصحية في المدن والقرى والأرياف من أجل مواجهة الوباء القاتل وأنشأت وزارة الصحة السودانية ونظيراتها في ولايات البلاد غرف طوارئ تنسق عبرها مع المنظمات والمبادرات، في وقت يواجه المبادرون صعوبات عديدة، منها ارتفاع أسعار المواد المستخدمة في صناعة المعقمات وعدم استجابة كثير من المواطنين للإجراءات الوقائية المعلنة وهذا ما سبب المزيد من الإصابات في السودان.

 

العدد الثالث كورونا ، أحمد راضي ، كورنا في المغرب العربي ، كورونا في العراق ، كورونا في مصر ،

مواضيع ذات صلة