العدد الثالث نبض الباحثين

درجات الانسان / نبض الباحثين

04/11/2020

رضا سليمان

خُلق الإنسان، وتُركت له حرية الاختيار؛ لأن هناك حساب وعدالة حقيقية فى النهاية، ثم ثواب أو عقاب، والحرية هى اختيار طريق من بين أكثر من طريق، الوصول إلى درجة من درجات أحسب أن أصلها ثلاث، ثم هناك درجات فرعية بين الأصول .

 

الدرجة الأولى

هي درجة الإنسان الشيطانى، وهو الإنسان الذى توعد الشيطان بغوايته حيث قال تعالى على لسانه: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82)} [ص: 82]. و توعد بأن يحتنك ذريته؛ أي يسيطر عليها، ومثله ما جاء في سورة الإسراء حينما قال تعالى على لسانه أيضاً: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62)} [الإسراء: 62] 

 

الدرجة الثانية

هي درجة الإنسان العادى، الإنسان الذى يلتزم بالأساسيات، ويطبق كل ما هو حلال، ويبتعد عن كل ما هو محرم، يحاول قدر جهده التصدى للشيطان و إن كانت قدراته لا تستطيع المقاومة المستمرة لكنه يتصدى وينجح فى هذا التصدى. لكنه ما يزال يحمل بداخله تلك النفس التى تأمر بالسوء، وتحمل أطماعاً جمة فتشغله الدنيا عن كثير .

 

الدرجة الثالثة

 هي درجة الإنسان الملائكي، هو الإنسان الذى يتسامى باستمرار، ويرتفع قدره، وهي درجة لا يستطيع الشيطان أن يقترب منها، إنهم من قال عنهم: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)} [الحجر: 40]. وقال: {إِلَّا قَلِيلًا}. وهي درجة الإخلاص، ودرجة الحب والتفانى، يعشقون الزهر و يتحركون مثل طيف، ينثرون الحب والخير أينما ذهبوا، إنهم الولهون العاشقون الذين أدركوا سر الكون فعشقوه، إنها درجة ترفع صاحبها حتى تراه ملاكاً يمشى بين البشر، وفى وجهه نور .

 

 فانظر صديقى فى أي درجة أنت؟!

العدد الثالث الإنسان ، درجات ، النفس ، الشيطان ، الملاك ،

مواضيع ذات صلة