العدد الرابع تقارير

أُريد .. ثورة التعليم المجاني / تقارير

11/11/2020

مها شرف

رغم الألم والخوف الذي خلفه فيروس كورونا وما زال، والحديث، غالبا، عن مساوئ هذا الفايروس على المجتمع من حيثُ، الحجرُ، والمرضُ، والتباعدُ الاجتماعي، إلا أنه كانت هناك زاوية مضيئة ومشرقة تمثلت بإحداث طرق جديدة ومبتكرة لأساليب التعلم والتلقي عن بعد، وإجراء دورات مجانية، وأخرى مدفوعة، تلبي احتياجات الأفراد للتعلم، في ظل وجودهم بالمنازل، ولوقت الفراغ الطويل الذي يخلفه المكوث الدائم فيها، فكانت هذه الضارة نافعة لكل شخص باستغلال هذه المدة في زيادة وإثراء معلومات الأشخاص، وهذا كان غير متاح سابقا؛ بسبب الإنشغال الكبير، ولعدم وجود أي وقت زائد لدى الأفراد لتعلم أمور جديدة أو دعم معلوماتهم في مجال معين، فتقليص الدوام وفرض الحظر في كثير من بلدان الوطن العربي جراء جائحة كورونا، أعطى للكثير من المنصات الرقمية ومنها منصة « أُريد» للعلماء والخبراء والناطقين بالعربية، أن تأخذ على عاتقها تكثيف نتاجها بفتح الفرصة لمتابعيها وأعضائها بالالتحاق بالعديد من الدورات التي تتيحها مجانا، بل يمكن تسميته بإحداثها ثورة في نماذج أنشطة الأعمال التقليدية، حيث انتقل الباحث أو الشخص بسلاسة من نمط العمل التقليدي إلى نمط آخر تزيد فيه نسبة تلقي المعلومة والتثقف عن بعد. فمن خلال هذه المنصة الرائدة أصبح بوسع الباحث ومن غير أن يتكبد أي عناء، الالتحاق بأي ندوة أو محاضرة في ظل إخفاق الكثير من الجامعات العربية والمؤسسات التوعوية في تقديم المادة اللازمة لكل باحث أو فرد بطريقة هينة ودسمة في الوقت نفسه؛ فسهلت له عملية التغذية الراجعة بالتعاون مع خيرة العلماء والأكاديمين، ومشاركتهم البحوث والملفات المختلفة، الذي قد لا يتوفر في جامعته، أو بيئته، أو محيطه، الذي يعيش فيه، فتطرقت لكافة المواضيع سواء العلمية أو النفسية أو التربوية أو ما يتعلق بالواقع الاجتماعي والأسري وغيرها الكثير، ودأبت على التركيز على النقاط الأساسية التي تتسم بالتشويق والإثارة، لتعطي فرصة كبيرة للباحث أو الشخص المهتم زبدة النتاج العلمي والمعرفي لتقتصر طريق البحث له، بتناول مواضيع شائكة وزخمة، بعيدا عن القيود والعقبات التي قد تفرض على المتلقي في مكان آخرعلى أرض الواقع، علاوة على ذلك أنها أساهمت بتعريف الباحثين والأشخاص بالتقنية التكنولوجية ودورها بتقريب البعيد وتعبيد الطريق نحو الهدف الأسمى للمعرفة، إذاً رغم التأثيرات السلبية التي خلّفها فيروس كورونا على كافة مناحي الحياة، إلا أنه فرض على المنصات الرقمية عامة، ومنصة أُُريد خاصة، إعادة النظر بتقديم أكبر قدر ممكن من الخدمات والدورات التي من شأنها أن ترفع المستوى الثقافي لدى الأشخاص بأسلوب ينسجم مع متطلبات الحياة.

العدد الرابع أُريد ، التعليم الالكتروني ، كورونا ، الحجر المنزلي

مواضيع ذات صلة