مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (213)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


01/09/2024 القراءات: 479  


-صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
مِنْ أوراد الشيخ عبدالله سراج الدين: (اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلمْ تسليمًا، صلاة تفتحُ لنا أبواب الرضى والتيسير، وتغلقُ بها أبواب الشر والتعسير، أنت مولانا فنعم المولى ونعم النصير). هكذا وُجِد بخطه، وكان يقرؤها ليلة الجمعة في الثلث الأخير ألف مرة.
***
-ألقاب علمية:
قررتْ جامعة الإمام الشافعي في أندونيسيا تغيير الألقاب العلمية للمدرِّسين على النحو الآتي:
العالِم: للحائز على الليسانس في الجامعات الأخرى.
الشيخ: للحائز على الماجستير في الجامعات الأخرى.
العلامة: للحائز على الدكتوراه في الجامعات الأخرى.
الإمام: وهو مقابل الأستاذ المساعد في الجامعات الأخرى.
الشيخ الإمام: وهو مقابل الأستاذ في الجامعات الأخرى.
قالت الجامعة: وذلك تمشيًا مع ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية العظيمة، وبُعدًا عن الألقاب الكهنوتية.
***
-يا شباب:
روى الخطيبُ البغدادي في كتابه «اقتضاء العلم العمل» (ص: 109): "عن هشام، قال: كانت حفصة بنت سيرين تقول: يا معشر ‌الشباب اعملوا، فإنما العمل في ‌الشباب".
فقلتُ:
اعملوا يا معشرَ الشبابِ ... فإنما الأعمالُ في الشبابِ
ولا تسوِّفوا فما أفلحَ مَنْ ... سوَّفَ في أوبٍ وفي متابِ
***
-حِكَم شافعية:
*قال الشافعي رحمه الله تعالى: استعينوا على الكلام بالصمت، وعلى الاستنباط بالفكر.
*وقال أيضًا:
صحةُ النظر في الأمور نجاةٌ من الغرور.
والعزمُ في الرأي سلامةٌ من التفريط والندم.
والرويّةُ والفكرُ يكشفان عن الحزم والفطنة.
ومشاورةُ الحكماء ثباتٌ في النفس وقوةٌ في البصيرة.
ففكِّرْ قبل أن تعزم، وتدبَّرْ قبل أن تهجم، وشاورْ قبل أن تقدم.
*وقال أيضًا: الفضائل أربع:
إحداها: الحكمةُ، وقوامُها الفكرة.
والثانية: العفةُ، وقوامُها في الشهوة.
والثالثة: القوةُ، وقوامُها في الغضب.
والرابعة: العدلُ، وقوامُه في اعتدال قوى النفس».
«إحياء علوم الدين» (4/ 425)، وبعضه في «فيض القدير» (2/ 314).
***
-إذا جادت الدنيا:
قال أبو سعد السمعاني (ت: 562) كما في «المنتخب من معجم شيوخه» (ص: 1827):
«سمعتُ أبا محمد هاشم بن محمود الفراوي [498-554] بمرو في دارنا، يُنشدُ لبعضهم:
إذا جادت الدنيا عليك فجدْ بها … على الناس طرًّا إنها تتقلبُ
فلا الجودُ يفنيها إذا هي أقبلتْ … ولا البخلُ يبقيها إذا هي تذهبُ»
وفي «شرح مقامات الحريري» للشريشي (3/ 114):
«وقال آخر:
إذا ‌جادت ‌الدّنيا عليك فجدْ بها … على النّاس طرًّا قبل أن تتفلّتِ
فلا الجودُ يفنيها إذا هي أقبلتْ … ولا الشحُّ يبقيها إذا هي ولّتِ»
وفي «الدر الفريد وبيت القصيد» (2/ 403):
«إذا جادت الدنيا عليك فجدْ بها … على الناس طرًّا إنها تتغيرُ
فلا الجودُ يفنيها إذا هي أقبلتْ … ولا البخلُ يبقيها إذا هي تدبرُ»
وقال التاج السبكي في «معيد النعم ومبيد النقم» (ص: 76):
«سمعتُ صاحبنا الشيخ تاج الدين المراكشيّ رحمَهُ اللَّه تعالى، يَحكي عن الشيخ ركن الدين بن القوبع أنَّ شحاذًا سأله وهو في الطريق، فأجابه: يفتحُ اللَّه. فقال: يا شيخ قد فتحَ اللَّه تعالى عليك، إذا ‌جادت ‌الدنيا عليك فجُدْ بها. فوقف ابنُ القَوْبع، فقال: ولِمَ قلتَ: إنها جادتْ عليَّ! وإن سَلَّمنا أنها جادتْ فلِمَ قلتَ: إنه يجب عليَّ الجود بها! وإن سلَّمنا أنه يجب فلم قلتَ: إنِّي ما جدتُّ، وما انحصرتْ القسمة فيك؟
فهذا ابن القوبع غلبتْ عليه المناظرة، فاستعملها مع حرفوش لا يدري ما يُقال له».
وفي «العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية» (2/ 105)، وعنه «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» (5/ 261):
"أخبرني الفقيه الإمام العلامة جمال الدين محمد بن عبد الله الريمي -وكان ممن يختص به السلطان الملك المجاهد [الرسولي]- قال: أَعطاني السلطانُ الملك المجاهد في أول يوم دخلتُ عليه أَربعة شخوص من الذهب، وزن كل شخص منها مئتا مثقال، مكتوب على وجه كل شخصٍ منها:
إذا ‌جادت ‌الدنيا عليك فجدْ بها … على الناس طرًّا قبل أن تتفلتِ
فلا الجودُ يفنيها إذا هي أَقبلتْ … ولا الشحُ يبقيها إذا هي ولتِ».
ونُسب البيتان في «موسوعة الأخلاق الإسلامية - الدرر السنية» (2/ 170 بترقيم الشاملة آليا) إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه! وهي نسبةٌ متأخرةٌ جدًّا، ولا تصح.
***
-إصلاح خطأ المؤلِّفين:
إذا أذنَ المؤلِّفُ بإصلاح الخطأ، فما الموقفُ؟
النووي أذن لتلميذه بإصلاح الخلل، وهذا إذن معين:
جاء في «برنامج الوادي آشي» (ص: 221):
«كتاب المنهاج الكبير في شرح صحيح مسلم بن الحجّاج للإمام محيى الدين أبي زكريا يحيى بن شرف بن مرى النواوي، من نوى -قرية من قرى الجولان من حوران من عمالة دمشق- ناولنيه الشيخُ علاء الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم الدمشقي بها في أصله الذي في خمسة أسفار وأجازنيه، وحدَّثني به عن مؤلفه قراءة لبعضه وإجازة لجميعه معينًا، قال: ‌وأذنَ ‌لي في إصلاح ما يظهرُ لي مِنْ خللٍ فيه، وفي جميعِ تصانيفه».
***
-حسن ظن:
قال أبو القاسم علي بن محمد البهدلي الأيلي:
مَن أنا عند الله حتى إذا … أذنبتُ لا يغفرُ لي ذنبي
العفو يُرجى من بني آدم … فكيف لا يُرجى من الربِّ؟!
«يتيمة الدهر» (5/ 28).
وفي "الوافي بالوفيات" (3/ 178) ط أ، أنهما للمقرئ أبي الغنائم محمد بن طيبان [كذا ويراجع] بن الخضر الهمداني صاحب أبي علي ابن البناء.
وفي "فتح القدير" للشوكاني (3/ 185):
«قلتُ مذيلًا لهذا البيت الذي هو قصر مشيد:
فإنه أرأفُ بي منهم … حسبي به حسبي به حسبي».
***
-حيرتني:
ذكر أبو القاسم علي بن محمد البهدلي الأيلي صديقًا له فقال: إنْ أتيتُه حجبَ، وإنْ قعدتُّ عنه عتبَ، وإنْ عاتبتُه غضبَ.
وقال الثعالبي في هذا المعنى:
إنْ غبتُ عنك شكوتني … وإذا وصلتُ هجرتني
وتظلُّ لي مستبطئًا … وإذا حضرتُ حجبتني!
«يتيمة الدهر» (5/ 27).
وذيلتُ عليه فقلتُ:
قل لي -فديتُك- ما الذي ... تبغي فقد حيَّرتني!
(الأحد (28) مِن صفر (1446) = 1/ 9 / 2024م).
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع