مظهرية الجسد الأنثوي في الإسلام
هيبة بوربعين | wahiba bourabaine
28/06/2021 القراءات: 2344
تأتي أهمية الجسد في القرآن الكريم كونه يكتسب فعاليته و يتحدد دوره باتصاله و تلاحمه مع الأجهزة الأخرى المكوّنة للإنسان ؛ فالجسد هو الأداة التي عن طريقها تترجم الذات الإنسانية أعمالها ؛ الأمر الذي يجعل من الجسد الإنساني لا يتوقف أمره الوجودي عند تلك الأجزاء المادية المحسوسة فحسب ؛ بل يبتعد إلى أبعد من ذلك ليصل إلى الطاقة الحيوية المنبثقة منه ؛ على أساس أنّ هناك ارتباط وثيق بين الجسد و النفس و الروح و العقل ، فالجسد يؤدي وظيفته في تكامل و تناسق مع هاته القوى ، وهذا ما نلاحظه حين يخاطب القرآن الكريم الإنسان ، فهو يخاطبه في صورته المتكاملة ،وقد جاء ذلك في صورة نداء أو استفهام يدعو إلى التأمل و التدبر في قوله سبحانه و تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الإنفطار: 6 – 8].
وعليه يكون الجسد في الثقافة الإسلامية خادم للمقدس وخاضع للقواعد الدينية ، فهو لا يملك حق التصرف بنفسه ولا الخضوع لأهوائه. إنه جسد لم يكتشف بعد استقلاليته وحريته تجاه المقدس. إنه مجرد دال للتعبير عن مدلول روحي وسننية إكراهية، لكنه دال ضروري في هذا السياق لا يمكن الاستغناء عنه كما هو الحال في الصلاة. لقد ظل الجسد في الثقافة الإسلامية هو المسكوت عنه ، فهو يعتبر مقياسا اجتماعيا لمدى التدين والوضع الاجتماعي وآداب المرء وأخلاقه وخلفيته وسمعته في المجتمع. وبينما تحجم نخبة المجتمع إلا نادرا عن استخدام الإشارات البدنية كوسيلة للتعبير عن الايجاب أو النفي، فإن غيرها من طبقات المجتمع تستعين بإيماءات وحركات الجسد في التعبير والتفاعل
الجسد، الرمز، الروح و العقل
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع