الطب الوقائي في السنة النبوية (1)
محمد بن عبد الرزاق أسود | Mohammaed bin Abdul Razzaq Aswad
15/09/2020 القراءات: 3251
الطب الوقائي في النظافة الخاصة في السنة النبوية
وأهمها أولاً: الطب الوقائي في سنن الفطرة (النظافة الشخصية): وهو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:" الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الآباط"، رواه البخاري ومسلم، وقد كشفت لنا البحوث الطبية الأهمية الصحية البالغة لتطبيق هذه الخصال وما يترتب على إهمالها من أضرار.
الأول: الطب الوقائي في الختان: هو في الرجل أن يقطع جميع الجلدة التي تغطي الحشفة حتى ينكشف جميع الحشفة، وفي المرأة يكون بقطع أدنى جزء من الجلدة التي في أعلى الفرج، وهناك ثمانية عشر حديثًا في الأمر بالختان، والحكمة منه أنه فيه الطهارة والنظافة والتزيين وتحسين الخِلْقَة، وتعديل الشهوة التي إذا أفرطت ألحقت الإنسان بالحيوانات، وإن عدمت بالكلية ألحقته بالجمادات، فالختان يعدّلها، ولهذا تجد الأقلف من الرجال والقلفاء من النساء لا يشبع من الجماع، وللختان فوائد وقائية لصحة الجسم؛ وهذا ما أكدته البحوث العلمية الطبية المعاصرة وذلك بما يلي:
1- الوقاية من الالتهابات الموضعية وتجمع الجراثيم في القضيب الناتجة عن وجود القُلْفة. 2- الوقاية من التهابات المجاري البولية وسلس البول الليلي. 3- الوقاية من سرطان القضيب، والأورام الحميدة. 4- الوقاية من أكثر الأمراض الجنسية. 5- وقاية الزوجة من سرطان عنق الرحم. 6- الوقاية من مرض الصداف الجلدي.
الثاني: الطب الوقائي في الاستحداد: وهو حلق شعر العانة الذي يكون فوق ذكر الرجل وحواليه، وكذلك الشعر الذي حول فرج المرأة، وكذلك الشعر النابت حول حلقة الدبر، وسمي استحدادًا لاستعمال الحديدة وهي الموسى، والمراد به نظافة ذلك الموضع، والأفضل فيه الحلق، ويجوز بالقص والنتف، وللاستحداد فوائد وقائية لصحة الجسم؛ وهذا ما أكدته البحوث العلمية الطبية المعاصرة وذلك بما يلي:
1- الوقاية من مرض قمل العانة. 2- الوقاية من التهاب منطقة العانة. 3- الوقاية من تقشر جلد منطقة العانة. 4- الوقاية من أمراض الجهازين البولي والتناسلي.
الثالث: الطب الوقائي في قص الشارب: وحدّ قصه هو أنه يقص حتى يبدو طرف الشفة ولا يحفه من أصله، وفيه فوائد صحية للإنسان؛ وذلك من خلال الوقاية من الغبار، ومنع تجمع الأوساخ التي تحمل الجراثيم وتلامس الطعام والشراب فتلوثهما في كل مرة، فتسبب ضررًا بالصحة.
الرابع: الطب الوقائي في تقليم الأظافر: وهو إزالتها بالقص والقطع، وإن ترك تقليم الأظفار مجلبة لأكثر الأمراض؛ كما أكدته البحوث العلمية الطبية المعاصرة، حيث تتجمع تحتها ملايين الخلايا الجرثومية التي تؤدي دورًا مهمًا في نقل الأمراض للعين والمعدة والجلد للشخص نفسه، مثل: التهاب المعدة والنزلات المعوية الجرثومية، وحمى التيفوئيد، وغيرها، أو نقلها بالعدوى للآخرين عن طريق تلوث الطعام والشراب بإخراجات المشتغلين بالأغذية.
الخامس: الطب الوقائي في نتف الإبط: لمن قوي عليه ويحصل أيضا بالحلق، وفي ذلك فوائد طبية جمة نذكر أهمها: 1- الوقاية من الحكة بسبب الجرب. 2- الوقاية من الالتهابات الموضعية للإبط. 3- الوقاية من الدمامل التي تصيب منطقة الإبط. 4- الوقاية من تقشر جلد منطقة الإبط. 5- الوقاية من افتطار شعر الإبط.
ثم ثانيًا: الطب الوقائي في نظافة الجلد والشعر:
وهو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يومًا يغسل فيه رأسه وجسده"، رواه البخاري ومسلم، وهناك أحاديث كثيرة فيما يتصل بالغسل الفرض؛ والغسل المسنون، وقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريب من إحدى وعشرين غسلًا ورد في السنة، وللجلد أثر عظيم في وقاية البدن وصحته، وتنظيف الجلد فيه الفوائد التالية:
1- الوقاية من الميكروبات والطفيليات التي تعيش وتتواجد نتيجة العرق والغبار، ونحوه. 2- تحقيق الراحة البدن، وتنشيط الدورة الدموية. 3- الوقاية من الحكة والالتهاب والفطريات بسبب انتشار الروائح الكريهة واختمارها بتأثير بعض جراثيم الجلد الكثيرة، والتي يفوق عددها على عدد سكان الأرض قاطبة، وأن الاستحمام الواحد يزيل عن جلد الإنسان أكثر من مائتي مليون جرثومة. وكذلك الاهتمام بنظافة وحلق الشعر سواء في الرأس، واللحية، والشارب، والإبط، والعانة، الذي يقي المسلم من أكثر الأمراض.
ثم ثالثًا: الطب الوقائي في نظافة الفم والأسنان:
وهو ما روته عائشة رضي الله عنها أنها قالت: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:" السواك مطهرة للفم مرضاة للرب"، رواه البخاري، فالسواك يطلق على العود الذي يستاك به، وهو آلة تنظيف الفم، وسبب لرضا الله تعالى؛ لأن الله تعالى نظيف يحب النظافة، وللسواك فوائد وقائية لصحة الفم والأسنان واللثة واللسان؛ كما أثبته الطب المعاصر، وتظهر بما يلي:
1- الوقاية من التهابات وتقرحات الفم. 2- الوقاية من سرطان الفم. 3- الوقاية من تقرحات اللثة والتهاباتها التي تؤدي بدورها إلى أمراض مختلفة منها الضعف، وسوء الهضم، والروماتيزم. 4- الوقاية من التهابات وتقرحات واسوداد اللسان. 5- منع تسوس ونخر وتلوث الأسنان. 6- تبييض الأسنان ومنع صفرتها. 7- إزالة الروائح الكريهة من الفم. 8- حماية المعدة من بعض الأمراض التي تصيبها من جراء إصابة الفم والأسنان، ولابد من تكرار السواك عدة مرات في اليوم لإزالة الجراثيم المسببة لتلك الأمراض؛ وهذا ما حثت به السنة النبوية عندما أمرت أتباعها بالسواك عند كل وضوء، وعند كل صلاة، والاستيقاظ من النوم، وعند إرادة النوم، وتغير رائحة الفم، ودخول البيت، وقبل قراءة القرآن.
الطب، الوقائي، السنة، الحديث
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف