بالرغم من الاتفاق الحاصل بشأن وطأة التحدي الذي يتعرض له الأمن كمعطي مجتمعي الهدف والدلالة، جراء ظاهرة الجماعات السلفية المقاتلة التي ما زالت قائمة حتى بعد هزيمتها في مناطق مختلفة.
إلا أن التطلعات والمطالب الأمنية وغيرها ما زالت محدودة في فهم محتوي تلك الظاهرة، التي تتغير بعد كل سقوط لها، وتأخذ ظاهرة التخفي تمهيدًا لعودة مختلفة، لا سيما الخلايا النائمة والذئاب المنفردة.
وهي بذلك تفرض محتوى جديد لذلك التحدي الأمني، الذي لا يزال عند حدوده التقليدية البدائية، ولم يطرأ عليه تجيد أو تفعيل لمدركات جديدة للأمن بشكله التشاركي مع كافة أطياف المجتمع للتصدي لتلك الظاهرة؛ فالمطلوب، هو تكيف فكري ومفاهيمي يتناسب مع التغير الذي يطرأ على شكل العدو والتحدي الجديد الذي يمثله.