تُعاني اللغة العربية في بَيْئتِها العربية أكثرَ مِمّا تعاني خارجَها، بل إنّ مُعاناتَها الحقيقية آتيةٌ بالأساس من البيئة العربية، التي كان من المفروض أن تنهضَ بهذه اللغة الجميلة، وتحملَها إلى مَصاف اللغات العالمية الأكثر إشعاعا وتأثيرا، ولكن هذا لم يحدث وتقهقرتْ اللغة العربية، وتم تغييبُها وإقصاؤها وتهميشُها في عُقرِ دارِها وبينَ أهلِها، وحشْرُها في زاويةٍ ضيقةٍ جدا لا تتعدى بعضَ المعاملات الرسمية، وبعضَ فصول وأقسامِ المؤسسات التعليمية.