د. جليلة الطيب بابكر يونس


الوباء وأثره على المجتمعات

جليلة الطيب بابكر يونس | GALEELA ELTAYIB BABIKER YOUNIS


01/08/2021 القراءات: 3288  


جاءت أحكام الشريعة الإسلامية للحفاظ على النفس والبدن والعقل والفكر ، فالإنسان في نظر الإسلام أعظم وأكرم وأشرف مخلوق على وجه الأرض، فقد قال تعالى : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَـانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) [ سورة التين، الآية 4] ، ولقد تعاقبت الأزمات التي أصابت البشرية كالطواعين والمجاعات والفيضانات وغيرها ، فلذلك نجد الإسلام له موقفه ورؤيته ومنهجيته المثالية في التحذير من مخاطر الوباء والوقاية منه ومن غيره .
- فلقد وضع الإسلام منهجًا فريدًا ومتكاملا لحفظ الصحة العامة للإنسان ، وكذلك الطب الوقائي في الإسلام يقوم على الأسلوب الإيماني في إيجاد المجتمع الصحي وهو أسلوب يرتكز على ربط التعاليم الصحية بعقيدة المسلم والاستفادة من تأثير الإيمان والتزام الناس بالإسلام في اتباع الأوامر الصحية ، فلقد أمرنا الله تعالى بالتداوي فقال : ( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ للَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) [ سورة النساء، الآية 29] ، وفي هذه الفترة العصيبة نرى أخبار عن الوباء العالمي المسمى بفيروس(كورونا) ، وهذا النوع من الأوبئة هو من قضاء الله وقدره ، فإننا كمؤمنين مطالبون بالعمل على الوقاية من هذا البلاء ودرء أسبابه انطلاقاً من قول الله : { وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} –[ سورة البقرة ، الآية 195] ، وهذا يُعد من أعظم الدروس في التوكل على الله والتسليم بقضائه ودفع الإنسان نحو الأخذ بالأسباب .

- فلقد دمرت جائحة كورونا الأسر المعيشية والمجتمعات المحلية والناس في جميع أنحاء العالم ، فهي لا تميز الحدود الوطنية أو القدرات البدنية أو المستويات الاجتماعية والاقتصادية ،ولقد طالت المجتمعات النائيةوالمناطق الحضرية، والساسة، والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمشاهير واللاجئين.

- وكذلك أعاد وباء كورونا المستجد تشكيل علاقاتنا الشخصية بطرق غير مسبوقة، فبينما أرغمنا الحجر الصحي على البقاء تحت سقف واحد مع أفراد عائلاتنا وشركاء حياتنا والتواصل معهم على مدار الساعة، فإن إجراءات التباعد الاجتماعي فرّقت بيننا وبين أصدقائنا وأفراد مجتمعنا.

- منذ ظهور فيروس كورونا "كوفيد 19" وانتشاره بين جميع الدول ، بدا أن تداعياته الاقتصادية والاجتماعية ستكونُ كبيرةً ومؤثرةً على المستويين العالمي والوطني ، حيث ما فرضه تفشي الوباء من اتخاذ حزمة من الإجراءات والتدابير الاحترازية تمثلت في "العزل والحجر الصحي / التباعد الاجتماعي / المنع من السفر /الإغلاق التام لجميع مؤسسات الدولة: "المدارس والجامعات والشركات والمصانع وأماكن الترفيه وشركات السياحة" انعكس سلبًا على اقتصادات جميع دول العالم، وأدخل النظام العالمي في حالة من الركود، نتج عنها تأثير على المنظومة الاقتصادية والاجتماعية طالت جميع دول العالم. حيث من المؤكد أن أي أزمة يمر بها العالم مجتمعًا تترك آثارها على الجميع رغم تفاوت هذه الآثار بين دولة وأخرى؛ طبقًا لأوضاعها الاقتصادية والسياسية.


الوباء - حفظ النفس - حسن التوكل على الله - كورونا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع