مدونة دكتور/ معتز احمد رفاعي زارع


نموذجٌ نفيسٌ من الأئمة المتأخىين ابن منظور الإفريقي

دكتور/ معتز احمد رفاعي زارع (المنهاجي) | Moataz Ahmed Rfaye Zarea


12/08/2024 القراءات: 219  


#فاسمــع_إذًا

✍️ ومحمد بن مكرم بن علي بن منظور الإفريقي كان جهبذًا مُستترًا بين الكتب لا يعلم عنه الناس-أعني أهل الاختصاص- كثيرًا سوى (لسان العرب) ويستق كل واحد منهم مايبحث عنه دون التفاتٍ لصنعته وجمعه الحافل.

✍️ فهذا الأشم جمع شتات الألفاظ بين معاجم اللغة الأولى والتي كانت قليلة -عددًا وكمًا- حيث كانت مُفردات اللغة وألفاظها بل وأساليبها بين جنباتهم ترعى، حتى جاء هذا المتأخر الرائع الذي وقع سهوًا من عهد المتقدمين حيث جاء جامعًا بين كتب اللغة والحديث والفقه والعقيدة والأدب والسير والتواريخ، وجمع للكلمة مواطنها بل ورجَّح بين أكف الاختلاف المُسطرة بين الأولين بمساندة العلوم الأخرى التي كان مُلمًا بها.

✍️ هذا الداهية الإفريقي أجهز على جمعٍ غفيرٍ من الكتب في شتى الأفنان من تاريخ وحديث وأدب ولغة بمختصرات جياد أعمل فيها صنعته العلمية التي تمكن منها في كل فن قد طرقه، حتى أنك تجد -أيها الباحث- في بعض تراجمه للبلدان -مثلاً- في مختصر تاريخ دمشق مالم تجده الا عند الخريتين أصحاب الصنعة البلدانية وهم في تاريخ العلم أعدادهم قليلة جدًا.

✍️ثم عند الحديث عن (اللسان) وما أدراك ما اللسان فهذا المتأخر الإفريقي غزا دنيا العلم بهذا الجمع الحافل المُطعَّم بالصنعة والمهارة العلمية في كل ما يخص اللفظ والكلمة من معنى أو أسلوب ...الخ

✍️ لم يكتفِ هذا الجهبذ بالاستقاء من أصحاب الصنعة المعجمية أو اللغوية -على الرغم من أن هذا يكفيه وكافيه- لا، بل تمرد الرجل وأخذ يتنقل من هنا وهناك فيذهب لأصحاب صنعة الحديث والتاريخ والتفسير ليستق ما يسعف هذا اللفظ من شتى وجوهه.

✍️ هذا، ولم يشبع بهذا الصنيع بل ظل يناطح ( إي نعم يناطح) أصحاب كل صنعة عند الفصل بين الخلاف الواقع قديمًا وكانت موسوعيته العلمية لها كبير الأثر في ذلك.

#د_معـــتز_الســـيري_المنهــاجـي


ابن منظور الإفريقي