التوريث في الخلافة الإسلامية
عمر حسين بله | OMER HUSSAIN BALLA
01/08/2021 القراءات: 2384
قراءة التاريخ الإسلامي ممتعة, فيها ما يجعلك تبتسم وفيها ما يجعلك تحزن, في نفس الوقت تقرأ أحداثاً تستغرب كيف حدثت, وتقرأ أوامر صدرت لا تصدّق كيف صدرت.
لعلّ أكثر ما أفكّر به من قراءاتي إلى الآن هو نقطة مهمة جداً:
كان خطأً كبيراً أن تتحول الخلافة إلى توريث من الأب إلى ابنه, كان أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الاختيار يعود للشورى, فينعقد مجلسٌ يتم فيه اختيار من يستحق أن يكون خليفةً للمسلمين بعلمه وحكمته وقوته ولينه وأشياء كثيرة, وعلى هذا يتم اختيار الخليفة, فلم نعهد التوريث في عهد الخلفاء الأوائل, لا سيدنا أبو بكرٍ ولا سيدنا عمر ولا سيدنا عثمان ولا سيدنا علي, كلهم جاؤوا بالشورى, لكن مشاكل التوريث بدأت بعد وفاة سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه.
الأمر تكرّر بعد وفاة الخليفة الأموي هشام ابن عبد الملك, فبدلاً من أن يتم إعطاء الخلافة لرجل يستحقها, تم اعطاؤها للوليد ابن يزيد ابن عبد الملك, فقط لأن يزيد ابن عبد الملك لمّا مات, كان عمر ابنه الوليد ١٠ سنوات ولا يستطيع أن يكون خليفةً بهذا العمر, فعهد يزيد بالخلافة لهشام ابن عبد الملك بشرط أن يكون ابنه الوليد وليّاً للعهد فيحكم بعد وفاة هشام.
الوليد الذي لا يمتلك الحكمة ولا التجربة والشجاعة الكافية ليكون خليفةً للمسلمين, كان حكمه بداية النهاية للدولة الأموية في عهدها الأول, عهدها الذي انتهى بوصول العباسيين للحكم, ونجاة شابٍ يافع اسمه عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك (عبد الرحمن الداخل) الذي نجا بروحه من العباسيين وأقام دولةً جديدةً في الأندلس حين وصلها.
وتكررت مشكلة التوريث كثيراً بعد ذلك عند العباسيين وغيرهم الى يومنا هذا وجلبت معها من لا يفهم في الحكم ومن استبد بالحكم ومن طغى وتجبّر وحالنا اليوم نحن المسلمون ما هو إلا انعكاسٌ لهذا.
تاريخ إسلامي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع