مدونة محمد سيد أحمد شحاته


انتشار الكذب مع انتشار كورونا

محمد سيد أحمد شحاته | mohamed sayed ahmed shehata


12/06/2020 القراءات: 2159  


ظهور الكذب مع ظهور كورونا

عندما ظهر هذا الفيروس ظهرت أنواع من الكذب
منها ما يخص الفيروس نفسه
ومنها ما يخص طرق العلاج منه وهكذا
لكن العجيب أن توضع بعض الفبركات حول كتب قديمة يتحدث أصحابها عن ظهور كورونا
والأعجب أن يتلقفها بعض الناس ويسارعون في نشرها على صفحاتهم
وهؤلاء بجهلهم شاركوا الكاذبين الذين وضعوا الكذب
فينبغي على المسلم أن يتثبت فيما ينقل ويسمع ولا يتعجل بالنشر لا سيما في مثل هذه الأحداث التي يحتاج الناس فيها إلى الصدق
ومثل هؤلاء كمثل الذين قال الله فيهم (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا)

وأخرج مسلم في صحيحه في المقدمة من حديث أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كفى بالمرء أن يحدث بكل ما سمع "

وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قيل وقال أي : الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت ، ولا تدبر ، ولا تبين .

قال ابن سعدي:

هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق. وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر

وقد عدد الفخر الرازي المضار التي تعود على الأمة بسبب إذاعة الأخبار بدون تثبت فقال:
وكان سبب الضرر من إذاعة هذه الأخبار من وجوه:

الأول: أن مثل هذه الإرجافات لا تنفك عن الكذب الكثير.
الثاني: أنه إذا كان ذلك الخبر في جانب الأمن زادوا فيه زيادات كثيرة. فإذا لم توجد فيه تلك الزيادات، أورث ذلك شبهة للضعفاء في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم لأن المنافقين كانوا يروون هذه الإرجافات عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإن كان ذلك في جانب الخوف تشوش الأمر بسببه على ضعفاء المسلمين، ووقعوا عنده في الحيرة والاضطراب، فكانت تلك الإرجافات سببا للفتنة من هذا الوجه.
الثالث: أن الإرجاف سبب لتوفير الدواعي على البحث الشديد والاستقصاء التام. وذلك سبب لظهور الأسرار. وذلك مما لا يوافق المصلحة.
الرابع: أن العداوة الشديدة كانت قائمة بين المسلمين والكفار. فكل ما كان أمنا لأحد الفريقين كان خوفا للفريق الثاني. فإن وقع خبر الأمن للمسلمين وحصول العسكر وآلات الحرب لهم. أرجف المنافقون بذلك، فوصل الخبر إلى الكفار فأخذوا في التحصن من المسلمين. وإن وقع خبر الخوف للمسلمين بالغوا في ذلك وزادوا فيه. فظهر من ذلك أن ذلك الإرجاف كان منشأ للفتن والآفات من كل الوجوه. ولما كان الأمر كذلك ذم الله- تعالى- تلك الإذاعة وذلك التشهير ومنعهم منه).


كورونا انتشار الكذب الشائعة الارجاف


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع