إن مسألة إصلاح التعليم أصبحت هم وطني جامع لا مهمة مؤسساتية، كما أن إطالة عمر الأزمة في هذا القطاع الحيوي قد تكون لها الآثار السلبية على الواقع الملموس من خلال تأخرالتنمية المجتمعية بشكل عام، وعلاقته بخطط التنمية الشاملة للمجتمع، والتي تنبثق أساساً عن توافر وإعداد الكوادر المدربة والمؤهلة ضمن اختصاصات مختلفة ومستويات تأهيل متعددة لسد احتياجات المجتمع من القوى العاملة المطلوبة، وليس هذا فحسب، بل يقع على الجامعات مسؤولية التحديث، والتطوير، لأجل مواكبة التطور والتقدم السريع الحاصل في المجتمع ورسم السياسات التعليمية المناسبة، وتحديد أهداف التعليم الجامعي التي تقود بالنتيجة إلى تلبية احتياجات المجتمع على اختلاف أنواعها.
وتأتي أهمية هذه الورقة في النواحي التالية :
1. كون التوقيت الحالي ملائماً، حيث لم تمر لحظة يتوفر فيها مناخ الحرية والرغبة في التغيير على نحو ما هي عليه الحال هذه الأيام.
2. أهمية الدراسات المستقبلية من خلال إعمال المخيلة السوسيولوجية وأثرها في إعطاء مؤشرات للتوقعات المستقبلية التي يمكن التخطيط في ضوئها.
3. تفعيل وتوظيف علم الاجتماع التعليمي والتربوي في عمليات إصلاح التعليم الجامعي، وربما تكون هناك حاجة إلى استحدث علم اجتماع خاص بالتعليم الجامعي، كونه أقرب المراحل التعليمية علاقة بالمجتمع وسوق العمل، حيث إن خدمة المجتمع في التعليم الجامعي تعتبر بعداً مهماً من الأبعاد التي تضطلع به الجامعة، إذ تعد الجامعة في مكانتها المؤسسية منظومة تدخل ضمن النظام العام في المجتمع، إضافة إلى أن الجامعات تُعد مراكز إشعاع ثقافي للمجتمع ، لذا فإن عليها أن تعد البرامج الثقافية له ، والتي تعالج من خلالها أهم القضايا الاجتماعية فيه ، وكما يكون لها برنامج للمحاضرات العامة التي يحضرها أبناء المجتمع ، بالاستعانة بوسائل الإعلام المختلفة، واستضافة العلماء والأساتذة من الجامعات الأخرى ، وذلك من أجل التثقيف والتنشيط الثقافي للبنية الاجتماعية في المجتمع ، وكما لها دور مهم أيضاً في الحراك الاجتماعي من خلال دورها التربوي، ودورها في تغيير الأحوال الاجتماعية للطلبة، بالتالي ربما تكون هذه دعوة للمهتمين في هذا المجال الى ضرورة إعطاء أهمية للتعليم الجامعي في الدراسات السيوسولوجية.
تاريخ النشر
01/12/2015
الناشر
مجلة الأكاديمية للعلوم الإنسانية - الأكاديمية الليبية للدراسات العليا - طرابلس - ليبيا
حسين سالم مرجين | Hussein Salem Mrgin | 20088