الدكتور: سفيان خلوفي


الأستاذ الجامعي وخصوصية التدريس الجامعي

سفيان خلوفي | soufyane kheloufi


06/08/2024 القراءات: 364  


الأساتذة الجامعيون هم أفراد يعملون في مؤسسات التعليم العالي ويشاركون في التدريس والبحث والنشر العلمي وغيرها، وغالبًا ما يكونون خبراء في مجالات تخصصهم وهم فعالون في أساليب التدريس الخاصة بهم (van Dijk, van Tartwijk, van der Schaaf, & Kluijtmans, 2020). وعلى عكس مستويات التعليم الأخرى (التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي)، فإن أساتذة الجامعات هم أكاديميون يجمعون عمومًا بين البحث والتدريس وأحيانًا مهام وظيفية أكثر مثل الإدارة (Boyer, 1990). وتتمثل الرؤية الجديدة للتعليم العالي في ضمان التدريس الفعال في الجامعات والقدرة على تحديد هذه الفعالية. بحيث يمكن تعريف التدريس الجامعي على أنه: "نشاط أكاديمي يتطلب مهارات وممارسات مهنية واسعة النطاق، فضلاً عن مستوى عالٍ من الخبرة العلمية وغيرها من الخبرات السياقية". كما أن محاولة تطبيق مناهج التدريس الفعالة كأستاذ جامعي تضمن الأساس لسياق التعلم والتدريس عالي الجودة. وتعتبر هذه المحاولة أمرًا بالغ الأهمية لجميع أعضاء هيئة التدريس والباحثين الأكاديميين في مؤسسات التعليم العالي، بل ولقطاع التعليم العالي بأكمله، على الصعيدين الوطني والدولي (Mastrokoukou, et al., 2022)
وفي هذا السياق، يلعب التعليم العالي دورًا مهمًا وحاسمًا في تنمية رأس المال البشري، ودعم وجهات نظر ريادة الأعمال، والممارسات المبتكرة المتعلقة باقتصاد المعرفة المستدام ضمن نموذج التدريس والتعلم الجديد. حيث تغيرت عملية تقييم فعالية المعلم بمرور الوقت، وكذلك تغير تعريف ما يشكل التدريس الفعال، وتم تعريف التدريس الفعال بعدة طرق على مر السنين وتغيرت أساليب تقييم الفعالية والكفاءة للأستاذ مع تطور تعريفات ومعتقدات مختلفة حول ما يجب قياسه، وهناك إجماع على أن التدريس عالي الجودة مهم وأنه قد يكون العامل الأكثر أهمية المتعلق بالتعليم هو تحسين تحصيل الطلاب. ومع ذلك، ظل قياس فعالية الأستاذ غامضًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم وجود إجماع حول ماهية الأستاذ الفعال وما يفعله. وفي مناقشة لمؤشرات التدريس الفعال القائمة على الأبحاث، أشار "Cruickshank and Haefele"-كروكشانك وهيفيلي- (1990) إلى أن "المشكلة الأساسية العويصة في تقييم الأساتذة هي عدم وجود اتفاق على ما يشكل تعليمًا جيدًا أو فعالًا" (Mastrokoukou, et al., 2022)
لذا، يُعد التدريس الجامعي مهنة أكاديمية في ظاهرها العام تتطلب التزامًا كبيرًا من الناحية الزمنية والمادية والعاطفية. ونظرًا لطبيعة هذه المهنة، فإنها تتميز بمجموعة من الخصائص أو الخصوصية التي تميزها عن غيرها من المهن التعليمية في مستويات مبكرة، ومنها:
- التخصص العلمي: يتطلب التدريس الجامعي من الأستاذ الجامعي أن يكون متخصصًا في مجال علمي معين، وأن يكون على دراية حديثة بأحدث المستجدات في هذا المجال؛
- البحث العلمي: يُعد البحث العلمي أحد أهم مهام الأستاذ الجامعي، حيث يُعد مسؤولاً عن تطوير المعرفة وإثراء التخصص العلمي الذي ينتمي إليه؛
- التواصل العلمي: يتطلب التدريس الجامعي من الأستاذ الجامعي أن يكون قادرًا على التواصل العلمي الفعال مع الطلاب، وأن يكون قادرًا على نقل المعرفة العلمية بطريقة مناسبة للمستوى العلمي للطلاب؛
- القيادة الأكاديمية: يُعد الأستاذ الجامعي قائدًا أكاديميًا، حيث يُعد مسؤولًا عن الإشراف على الطلاب وتوجيههم وتوفير الدعم لهم.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل الأساتذة الجامعيين كميسرين وإداريين في مختلف المستويات الإدارية بالجامعات، ما قد يؤدي إلى ارتفاع عبء العمل، حيث يُطلب منهم القيام بمهام متعددة، إلى جانب التدريس والبحث والتواصل العلمي والقيادة الأكاديمية.


أستاذ جامعي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع