مدونة د.نعيمة ابو حسنة


تنظيم العلاقة الإرشادية Organizing the indicative relationship

د.نعيمة ابو حسنة | DR.NAEMA ABO HASNA


06/08/2020 القراءات: 8000  



تنظيم العلاقة الإرشادية Organizing the indicative relationship
يقصد بتنظيم العلاقة تحديد بنيتها وحدودها، فالمرشد والمسترشد في هذه العلاقة لهما أدوار وعليهما مسؤوليات، كما أن هناك محددات وقيوداً على العملية الإرشادية. ..وفي رأي كثير من الباحثين في مجال الإرشاد أن تنظيم العلاقة يجب أن يكون واضحاً أمام المسترشد منذ الجلسة الأولى.وأن عملية التنظيم هذه لها قيمة علاجية ولها أيضاً أثر كبير في تنمية ثقة المسترشد تجاه المرشد. كذلك لشرح تنظيم هذه العلاقة أهمية في تعريف المسترشد بمعنى الإرشاد، وماذا ينتظر من الإرشاد، وما لا ينتظره منه .
يرى "ستيوارت وزملاؤه 1977" في النموذج الذي عرضوه للإرشاد أن التنظيم خطوة رئيسية لشرح العلاقة الإرشادية، وأن ذلك يتم بتنظيم العلاقة، ويشتمل هذا الجهد على أربعة جوانب أساسية هي:
أ- الغرض:بالنسبة للغرض من الإرشاد، فإن المرشد يعلم أن الغرض من الإرشاد هو تكوين علاقة يمكن في إطارها أن يتلقى المسترشد المساعدة من المرشد كي يتعامل مع مشكلاته في أثناء النمو وتطور الفرد ومساعدته على كيفية حل مشكلاته كما يساعد الإرشاد المسترشدين على تنمية مهاراتهم في حل المشكلات بحيث يمكنهم من استخدام هذه المهارات في أي وقت بعد انتهاء العلاقة الإرشادية."إن الغرض من الإرشاد هو مساعدة بعض المسترشدين في كيفية اتخاذ القرارات حول دراستهم بعد المرحلة الثانوية – وآخرون قد يكونون بحاجة إلى مساعدة في بحث مشكلاتهم المدرسية مع المقررات ومع المدرسين، والبعض يكون لديهم مشكلات في التعامل مع الآخرين والتواؤم معهم مثل زملائهم في المدرسة أو في الصف ومع والديهم أو أفراد أسرتهم أو في أعمالهم. لذا نرى أن للإرشاد فائدة كبيرة في نسج علاقة متينة في التعامل مع محيط الفرد" ستيوارت وزملاؤه 1977".
ب- المسؤوليات:إن المرشد والمسترشد يشتركان في أنشطة معينة، ويجب أن يتعرف المرشد إلى المسترشد وما يتعلق بمسؤوليات كل منهما.ومن المهم أن يفهم المسترشد ماذا يمكن أن يتوقع من المرشد فيعمل المرشد على اقتراح أسلوب للإجراءات التي يمكن أن يقدمها له.كذلك بوضع المرشد للمسترشد مسؤولياته. فالمسترشد بشكل أساسي يصف ويناقش المشكلات الخاصة به ويشترك في المقابلة بتزويد المرشد المعلومات المطلوبة ويجب أن يوضح المرشد المسؤولية التي تقع على كاهل المسترشد. ومسؤولية اتخاذ القرارات وتنفيذها."كلام المرشد : "إن عملي كمرشد هو أن أصغي إليك، وأنا لن أتخذ قرارات نيابة عنك، ولكنناً سوف نصل إلى بعض الأشياء المفيدة والهامة عند اتخاذ قرار، وإذا اتخذت قراراً فسوف أساعدك على إيجاد السبل لتنفيذه وعليك أن تتخذ الإجراءات وتنفيذ المهام التي تراها مناسبة".
ج- مركز الإرشاد:يجب أن يدرك المسترشد أنه لكي ينجح العمل الإرشادي فإن الإرشاد يجب أن يركز على مشكلات محددة بقصد تحقيق تعديل واضح في السلوك.و لكي يحدث هذا التغيير في السلوك فإنه من الضروري إعداد هدف محدد متفق عليه من كل من المسترشد والمرشد معاً. إن المرشد بالإضافة إلى توضيحه لمركز الإرشاد بشكل صريح في أثناء تنظيم العلاقة، فإنه يمكن أن يفعل ذلك بشكل ضمني في المراحل التالية باستخدام أسلوب التعزيز لزيادة الاستجابة وأسلوب الإطفاء لخفض الاستجابة. وأسلوب الإطفاء لخفض الاستجابة. وفيما يلي مثال لبيان المرشد عن مركز الإرشاد في المقابلة الأولى:"إننا في الإرشاد نركز عادة على تكوين هدف نعتمد عليه، وسوف نتناول في كل مدة هدفاً واحداً فقط، وبذلك فسوف نغطي مجموعة من الأهداف قبل أن ننهي عملنا الإرشادي".
د- الحدود:عندما يناقش المرشد ما يتعلق بحدود العلاقة، فإن عليه أن يوصل للمسترشد بأنهما سيتعاملان مع أنواع معينة من المشكلات، وهي المشكلات التي يمكن أن يتعرض لها كثير من الناس، ومعظم المشكلات التي يأتي بها المسترشدون هي مشكلات نمو تقابل الأفراد في حياتهم، ويجب أن يدرك المرشد (حدود تدريبه ومهاراته) وعليه أن يحيل المشكلات الشديدة المتصلة بسوء التوافق إلى المختص (الطبيب النفسي). فالمرشد سواء أكان من يعمل في مدرسة أم في مؤسسة، عليه أن يوضح للمسترشد بأن اشتراكه في العملية الإرشادية قائم على أساس الاختيار وليس على أساس الإجبار حتى لو كان محالاً من آخرين مثل المدير أو المدرسين أو الوالدين. وتقع على المسترشد مسؤولية وصف المشكلات التي جاء من أجلها، وما لم يكن لدى المسترشد القناعة والرغبة وإشراك المرشد، فإن العملية الإرشادية لن تنتج. وعلى المسترشد أن يطمئن أن حديثه محاط بسرية تامة وأن المعلومات التي سيدلي بها المسترشد في جلسات الإرشاد لن يجرى تناولها مع آخرين بدون أذن كتابي من المسترشد.
كما يوضح أن مبدأ السرية لن يخرق إلا إذا تحقق للمسترشد أن المسترشد سيلحق الضرر بنفسه أو بالآخرين. وأن مدة الجلسة 20-50 دقيقة وفي بعض الحالات تكون المقابلة بغرض المتابعة قد تختصر مدتها إلى 5-15 دقيقة.
فالمرشد عليه أن يحدد إطار العلاقة الإرشادية وهدفها مع المسترشد، مثل المشكلات التي تعترض تفوقه الدراسي من مشكلات اجتماعية اقتصادية ودراسية وتربوية وسلوكية، إذا تجاوز ذلك إلى مشكلات خطيرة مثل الاضطرابات النفسية الشديدة (يحيلها إلى المختص).وعلى المسترشد أن يدرك أنه مقيد بمواعيد وأوقات محددة، فهو يقابل المرشد من ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع، وتستمر كل جلسة بين 20-50 دقيقة، ومع ذلك فقد يقابله عدداً أكبر من هذه المرات (ستيوارت وآخرون 1978).


تنظيم -العلاقة الارشادية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع