مدونة ذهب صالح مولود


مهارة الذكاء العاطفي وطرق اكتسابها

ذهب صالح مولود | deheb salah


23/04/2022 القراءات: 3126  



ان الاشخاص الذين ليست لهم القدرة على السيطرة على مشاعرهم، فانهم على الأغلب غير قادر ين على التحكّم في مستويات التوتّر لديهم، مما يتسبب في العديد من المشاكل الصحيّة العويصة والتي يتداخل فيها التشخيص العضوي والنفسي؛ مثل التوتّر الشديد الذي ينتج عنه ارتفاع ضغط الدم وإرباك جهاز المناعة، فيصبح أولئك الاشخاص عرضة للإصابة بالنوبات القلبية، وتظهر عليهم بوادر الشيخوخة المبكرة.
ولتجاوز تلك المشاكل الصحية والنفسية أكد الخبراء؛ أنّ العمل على تطوير وتنمية مهارات الذكاء العاطفي أو الوجداني لدى أولئك الاشخاص هو البلسم الأساس .
ويقصد بالذكاء العاطفي هو: الإحساس بالمشاعر الداخلية وتأثيرها على الأمزجة وبالتالي يُدرك هذا الشخص نقاط القوة الموجودة لديه، ويمتلك قدر كبير من الثقة في نفسه.
والذكاء العاطفي أو الـ Emotional Intelligence هو تلك القدرة على ادراك المشاعر الخاصّة وفهم ما وراءها وأثرها على الأشخاص المحيطين بهم،. كما يساعد الذكاء العاطفي على ملاحظة الآخرين .وفهم مشاعرهم، مما يمكن من التحكم في المشاعر الداخلية وادارتها على الوجه الأفضل.
وتبرز أهمية الذكاء العاطفي في الدراسة والعمل، كما يلعب دورًا مهمّا في تحفيز الآخرين وقيادتهم، ويقود الى التفوق في الحياة المهنية، حينما يتطلب الأمر البحث عن كفاءات للمناصب الوظيفية المهمّة، فالعديد من الشركات اصبحت تصنف الذكاء العاطفي على أنه مهارة عليا كالقدرات التقنية والعلمية، والكثير من الشركات والمؤسسات تجري مبريات لقياس الذكاء العاطفي قبل عملية التوظيف، والفوز بالمنصب يكون حليف الأكثر تملكا لمهارة الذكاء العاطفي والوجداني.
إنّ فهم أي شخص لمشاعره وقدرته على التحكّم فيها ييسر له الافصاح عنها، والوعي بالذات، كما أن الذكاء العاطفي يمكن من إدراك مشاعر الآخرين من فريق العمل او الصاحبة أي الزوجة والابناء، وهذا هو مفتاح التواصل معهم بفعالية، ومن ثم يكون علاقات قوية معهم،. وتملك الشخص لمهارات الذكاء العاطفي يعزز ذكاءه الاجتماعي، والذي من محصلته النجاح في تكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية المؤثرة، مما يحد من من التوتر ويضفي على الشخص شعورا بالود والسعادة والارتياح.
ومن العلامات البارزة للأشخاص الذين يمتلكون مهارات الذكاء العاطفيى فانك تجدهم:
شديدي الاهتمام بمشاعرهم، كما يتحكمون في أفكارهم ، ويسيطرون على عواطفهم، ومتواضعين، و يتصفون بالصدق، ويتصرفون على السجية، ويظهرون عواطفهم دون أي عقدة يفرحون يحزنون يبتسمون، كما أن المتملكون لمهارات الذكاء العاطفي يديرون اوقاتهم للراحة بأهداف عالية.
وقد أبرز تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2016 أن اكثر عشرة مهارات مؤثرة في الثورة الاقتصادية الرابعة لعام 2020 حيث رتب الذكاء العاطفي والوجداني؛ المهارة السادسة من المهارات المطلوبة للنجاح، ومن هنا يتبين أن المهارات الاجتماعية والعاطفية هي من ا المهارات العليا لتحقيق النجاح في أي مجال من مجالات الحياة؛ كالتعليم والصحة والاقتصاد والادارة وتسيير الموارد البشرية.
مهارة الذكاء العاطفي لها خمس مكونات:
الوعي الذاتي: هو الإحساس بالمشاعر الداخلية ومدى تأثيرها على المزاج الداخلي، وتأثيرها على الآخرين، ولهذا يعي هذا الشخص بنقاطالقوة الموجودة لديه. كما يتميز بالفقة بالنفس.
التحكم الذاتي: عند إدراكه لمشاعره الداخلية ومقدار تأثيرها على الآخرين ليصير لديه القدرة على التحكم في الوقت وكيفية التعبير المناسب عن مشاعره.
المهارات الاجتماعية: من المهارات الاجتماعية الهامة الإصغاء والتواصل والإقناع، فإن الشخص الذي يمتلك الذكاء العاطفي تكون لديه تلك المهارات الاجتماعية: وهو ما يؤهله لتكوين شبكة من العلاقات الجيدة وفي كل الاحوال.
التعاطف: هو الإحساس بما يشعر به الطرف الآخر، و في حالة وجود هذا الاحساس فتجد هذا الشخص حتما يتمتع بقدر كبير من التعاطف والعاطفة فتجده يشارك الآخرين مسراتهم وأحزانهم وافراحهم واتراحهم .
التحفيز ان مثل هذا الشخص تجد لديه جملة من الدوافع الذاتية والوجدانية و التي تكون لديه الرغبة القوية نحو تحقيق أهدافه؛ لكونه إنسان ذكيا، يركز دوما على الإيجابيات والأهداف التي قرر الوصول اليها وتحقيقها.
وحين يسعى الفرد لتطوير مهاراته الوجدانية وتعزيزها فإنه يضمن لنفسه النجاح في حياته المهنية أو الأسرية.و تتوفر عدّة طرق لتطوير الذكاء العاطفي منها:
تحديد المشاعر السلبية التي تُسبّب الإحباط، ومن شأن التحكّم فيها اكتساب القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة بحكمة وروية.
التقييم الذاتي لتطوير الذكاء العاطفي على الشخص أن يتعود على تقييم نفسه بموضوعية؛ لأنّ التقييم الذاتي يدعم الإدراك و يُنمي التواضع لدى الشخص.
الافصاح عن الذات: بأن يمتلك الشخص القدرة على التواصل الفعّال مع الآخرين والتعبير لهم عن أفكاره ومشاعره بسجية وبشكل سليم.
إدارة القلق والتوتر: تُشير الأبحاث إلى أنّ الأشخاص الأذكياء عاطفياً هم الأفضل في التعامل مع القلق والتوتر الأمر الذي يُحقّق لهم النجاح في حياتهم. كما أن مراعاة مشاعر الآخرين واحترام أفكارهم يطوّر الذكاء العاطفي.
وتأصيل مهارة الذكاء العاطفي او الوجداني فيما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" صحيح مسلم. وقوله صلى الله عليه ويلم " من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله فغي عون العبد ما كان العبد في عون اجيه، زمن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة " وفيه التحفيز وهو من مكونات الذكاء العاطفي والوجداني.
ال


الذكاء العاطفي؛ الذكاء الوجداني؛ التحكم الذاتي؛ المهارات الاجتماعية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع