أ.د. برزان مُيَّسر حامد الحميد


الضوابط التربوية والشرعية لإستخدام مواقع التواصل الأجتماعي

أ.د. برزان مُيَّسر حامد الحميــد | prof dr. barzan moyasir hamid alhameed


06/07/2021 القراءات: 4305  


لقد أنعم الله على البشرية في هذا العصر بوسائل الإعلام الجديد، ومنه وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي الحديثة، التي سهّلت نقل المعلومات والتواصل بين الناس، فقرّبت البعيد، وقصّرت المسافات، وأصبحت من لوازم الحياة، يقتنيها الصغير والكبير، ولذلك كان لزامًا البحث في ضوابط استعمالها، وآداب استخدامها، بما يجعلها وسائل نافعة، تحقّق المصلحة .
أن العالم يشهد الآن ثورة هائلة من تكنولوجيا الاتصال المختلفة، ومن أهم وسائل الاتصال في العصر الحديث شبكات التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة إلا أن هذه الشبكات كغيرها من وسائل العصر الحديث التي تجمع بين التأثيرين الإيجابي والسلبي على المجتمع الإسلامي، فتجتمع فيها الإيجابيات والسلبيات الناتجة عن استخدامها، ولحصر هذه السلبيات لاسيما الأخلاقية والدينية منها كان لابد من وضع الضوابط التربوية والشرعية اللازمة لاستخدام هذه الشبكات الإلكترونية ،ومواقع التواصل الاجتماعي ،وفيما يلي عرض لأهم هذه الضوابط التي تدعوا لتقنين التعامُل مع هذه المواقع ،ويمكن ان نجمل أهمها في النقاط التالية :-
- استشعار مراقبة الله تعالى :
- الالتزام بالتوجيهات الشرعية .
- الالتزام بمنظومة القيم الأسلامية من خلال الحرص على الالتزام بالآداب العامة والأخلاق الرفيعة .
- (القصدية)اخلاص النيَّة الحسنة التي تتقصد النفع للغير، وتحقيق مصلحته، لا التشويش عليه، وإهدار أوقاته .
- ألَّا تكون هذه المواقع سببًا في الإشغال عمَّا هو أهمُّ؛ كالعبادات، ورعاية الأبناء، وطاعة الأبوَينِ، وطلب العلم النافع، وصِلة الأرحام، وغيرها .
- ومن أعظم الضوابط لاستعمال هذه البرامج -التثبُّت من نَقْل الأخبار بقراءتها أولًا، ثم التأكُّد من صحَّتها، وصحة نسبتها لقائلها؛ حتى لا نُروِّج للأكاذيب، ولا ننشُر الأراجيفَ، ولا نكون سببًا في نَشْر الهَلَع والخوف بين الناس، بسبب خبرٍ زائفٍ، أو تحذيرٍ كاذبٍ .
- تجنَّب السخرية بالأشخاص، ووضع الصور الكاريكاتورية المشوِّهة لهم .
- التحفُّظ الشديد من نَشْر الصور الشخصية، وصور أفراد الأسرة؛ ممَّا قد يفضَح الأسرار، ويَهتِك الأستار .
- (اعمار نعمة الوقت) ترشيد الوقت، والحذر من الانغماس وراء تتبُّع الصفحات التي تُفضِي بالمستعمل إلى صفحات أخرى .
- الحذر من الآثار الصحيَّة السلبية على المستعمل؛ حيث خلَصت الدراسات في هذا الشأن إلى أن الاستخدام المفرِط لمواقع التواصُل الاجتماعي، قد يضع الشخص تحت ضغط وتوتُّر زائدين، ليُصبِح بذلك أكثرَ عُرْضةً للإصابة بنوبات الاكتئاب والقَلَق .
- براءة القلب وسلامته عند التواصُل مع الآخر؛ سواء كان من الجنس نفسه، أم من الجنس الآخر، وهذا يقتضي حفظ القلب؛ حتى لا ينساق مع العبارات العاطفية، وحفظ النفس؛ حتى لا تسترسل في الحوارات غير المجدية، وحفظ اللسان؛ حتى لا ينطق بالألفاظ المخِلَّة .
- يشترط في الكتابة التواصلية أن تكون صادقةً لا لَبْسَ فيها ولا تزويرَ، وأن تكون كلماتُها عربيةً واضِحةً، يُراعَى فيها قواعدُ الإملاء والنحو؛ حِفاظًا على جماليتها، وسلامة التعبير بها، وليست خليطًا من اللُّغات والرموز والطلاسم غير المتجانسة التي تُفسِد الذَّوْق، وتجني على مَلَكةِ التعبير السليم، وتُعمِّق الضَّعْف اللُّغوي الذي يُعاني منه كثيرٌ من أبنائنا، مع تحرِّي الصِّدْق، والقَصْد في الكلام، وتجنُّب الهزل الثقيل، والإسهاب المليل، وقليلٌ مفيدٌ خيرٌ من كثيرٍ مُملٍّ .
- حفظ العبادات والأعمال الصالحة من الرياء والسُّمْعة، كالذي ينشر صوره وهو في الحجِّ أو العُمْرة من غير سببٍ إلَّا الإعجاب بالنفس، وحب الظُّهور، أو يُصوِّر نفسه وهو يُوزِّع الصَّدَقات في رمضان، أو يتحدَّث عن صيامه وصلاته وزكاته ممَّا يجب أن يبقى سِرًّا بين العبد وربِّه .
- احترام الجليس بترك الانشغال عنه بالهاتف، وبخاصة إذا كان هذا الجليس أبًا أو أُمًّا، ففي ذلك من قلة الاهتمام، وعدم الاحترام ما لا يليق بالضيف أو الزائر؛ قال سعيد بن العاص: "لجليسي على ثلاثٌ: إذا أقبل وسَّعْتُ له، وإذا جلَس أقبلْتُ إليه، وإذا حدَّثَ سمِعْتُ منه".
- التعامُل مع المخالف باللِّين، ومجادلته بالتي هي أحسن، وبكامل اللباقة والأدب، مع ترك الألفاظ الجارحة، والأساليب القاسية التي قد تتحوَّل أحيانًا إلى سَبٍّ وشَتْمٍ، مهما بالَغ هو في المقاذفة والمقاذعة، وأمعَن في المشاتمة والشماتة؛ قال تعالى : ﴿ فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا ﴾ [الإسراء: 28]، وقال (صلى الله عليه وسلم): ((إن الرِّفْقَ لم يكن في شيء قَطُّ إلَّا زانَه، ولا نُزِعَ من شيءٍ قَطُّ إلا شانَه))؛ (رواه مسلم) .


ضوابط ، التربوية ، الشرعية، مواقع ، استخدام ، التواصل الاجتماعي .


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع