خطوة نحو حياة زوجية مستقرة .. دورات تكوينية للمقبلين على الزواج
عبد المجيد رمضان | Abdelmadjid RAMDANE
10/10/2024 القراءات: 157
يتم منذ سنوات قليلة ماضية بمناطق وادي مزاب بغرداية تنظيم دورات تكوينية لتعليم أسس الحياة الأسرية لفائدة الشباب والشابات المقبلين على الزواج. وتهدف هذه الدورات التكوينية التي تبادر بها جمعيات دينية محلية في إطار نشاطاتها الاجتماعية إلى تعليم أسس بناء خلية أسرية صالحة لفائدة الشباب من كلا الجنسين المقبلين على شعيرة الزواج. كما ترمي إلى تعليم أسس بناء خلية أسرية صالحة لفائدة الشباب من كلا الجنسين المقبلين على شعيرة الزواج، وذلك تحسبا للأعراس الفردية أو لأعراس الزفاف الجماعي التي تنظم سنويا في بعض مدن ولاية غرداية. ويرى عديد القائمين على هذه المشاريع أن هذه الدورات التكوينية، في ظل التحديات التي يواجهها الشباب المقبلون على الزواج في عصرنا الحالي، خطوة ضرورية وفعالة نحو بناء حياة زوجية مستقرة وموفقة لأنها تهدف إلى تعليم الأسس الأساسية للتربية الأسرية، حيث يتعلم المشاركون كيفية بناء علاقات صحية مبنية على الاحترام والتفاهم، وكيفية تحقيق التوازن بين الحقوق والمسؤوليات داخل الأسرة. تنظم هذه الدورات، ذات البعد التربوي التي تمول بواسطة هبات وصدقات المحسنين، على مستوى المصليات التابعة للمساجد أو بدور العشائر، وذلك بعد ما يتم إعداد قوائم لأسماء المقبلين على الزواج لكلا الجنسين. يشرف على تأطير الشباب المقبلين على الزواج أئمة مساجد ومرشدون وأساتذة في الفقه والشريعة وعلم النفس الاجتماعي والتربية النفسية، حيث تُقدم لهم نصائح وإرشادات تتعلق بالعشرة الزوجية الصحيحة وبواجباتهم الدينية والأخلاقية تجاه أقاربهم وأصهارهم وفق التقاليد والأعراف الاجتماعية السائدة بالمنطقة والمستوحاة من صميم الشريعة الإسلامية. ويتم في إطار هذه اللقاءات التكوينية تلقين دروس بإشراف أخصائيات تتمحور حول الواجبات الزوجية بمختلف مظاهرها ومتطلباتها، حيث توجّه المشاركات من الفتيات المقبلات على عش الزوجية إلى فهم الأدوار الزوجية وتقدير أهمية التعاون والمسؤولية المشتركة. وتُقدَّم الدروس بطرق تفاعلية تهدف إلى تعزيز مهارات التواصل وفهم احتياجات الشريك، ما يعزز من قدرة الأزواج على التعامل مع المشكلات بفعالية وبناء علاقات متينة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل. ذلك إلى جانب تقديم دروس في التدبير المنزلي على غرار فنون الطبخ والتزيين الداخلي للبيت والأشغال اليدوية والمنزلية وغيرها. تشمل المحاور التعليمية في هذه الدورات أيضا الاستشارات النفسية والاجتماعية، وتعليم كيفية التعامل مع التحديات اليومية التي قد تواجه الأزواج الجدد. كما تركز الدورات على أهمية بناء الثقافة الأسرية القائمة على القيم والتقاليد الثابتة في المجتمع الجزائري، مما يعزز من استقرار الأسرة وتماسكها في مواجهة التحديات المختلفة. وتعد هذه الدورات التكوينية في التربية الأسرية للمقبلين على الزواج من المبادرات الضرورية، خاصة في ظل الظروف الصعبة والمغريات التي تطرحها كبديل خطير وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي في الوقت الحاضر جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية؛ فعلى الرغم من الفوائد التي يقدمها الفضاء الافتراضي، إلا أنه يحتوي على جوانب سلبية تؤثر بشكل كبير على العلاقات الأسرية والاستقرار الأسري. من خلال هذه الدورات، يتم تسليط الضوء على كيفية التعامل مع التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، مثل انتشار المعلومات المضللة، وتزايد المقارنات غير الواقعية، والانشغال المفرط بالتكنولوجيا على حساب الوقت الأسري. يتعلم الأزواج الجدد كيفية تحقيق التوازن بين الاستخدام المفيد لوسائل التواصل الاجتماعي والحفاظ على التواصل الفعلي والفعّال داخل الأسرة، مما يساهم في تقوية الروابط الأسرية والحفاظ على العلاقات الزوجية في مواجهة التحديات الحديثة. في ظل هذه المغريات، تُعد هذه الدورات فرصة للشباب لفهم كيفية بناء حياة زوجية قائمة على القيم والأخلاقيات السليمة، وتمكينهم من مواجهة التحديات التي قد تنشأ بفعل التكنولوجيا الحديثة بوعي وذكاء، مما يساهم في استقرار الأسرة وسعادتها على المدى الطويل. وبالنظر إلى النتائج الإيجابية التي حققتها هذه الدورات في تحقيق نسبة مقبولة جدا من الاستقرار الأسري بين المستفيدين منها من كلا الجنسين رغم التحديات الراهنة والتغيرات المجتمعية المتسارعة، يبدو أنه من المفيد تبني هذه التجربة وتعميمها وطنيا للمساهمة في بناء أسر مستقرة تقوم على التفاهم المتبادل ومن أجل السعي إلى وضع حد للمشكلات الزوجية والتقليل من الحالات المتزايدة للطلاق بشكل مضطرد في المجتمع الجزائري خلال السنوات الأخيرة.
حياة زوجية مستقرة، دورات تكوينية، المقبلون على الزواج، وادي مزاب بغرداية، الجزائر
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف