على ضفاف القرآن (12)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
19/12/2024 القراءات: 20
-النُّكت والعيون:
قال السيد بن عبدالمقصود بن عبدالرحيم مُراجِعُ تفسير الماوردي "النكت والعيون"، طبعة دار الكتب العلمية، ط1 (1412 - 1992)، (1/ 16): "توجد نسخٌ كثيرةٌ منه مخطوطة، بيد أنها متناثرة في شتى مكتبات العالم تقريبًا، ولا توجد له نسخة كاملة قط باستثناء نسخة مكتبة كوبريلي بإستانبول على ما فيها مِن مؤاخذات".
هذا كلُّ ما جاء قوله عن النسخ الخطية، ثم وُضعتْ صورة من مخطوطة المكتبة العباسية بالبصرة، -والموجود منها الجزء الخامس فقط-، وصورة آخر المجلد الأول من مخطوطة مكتبة قليج علي بإستانبول!
ولتُنظر طبعة خضر محمد خضر الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية، (1402هـ - 1982) لهذا التفسير، لنرى ما قاله.
وفي هذا التفسير حاجة إلى خدمة وعناية.
***
-أربع رسائل في التفسير وعلوم القرآن للقاري:
أنجزتُ سنة (1433 – 2012) تحقيقَ أربع رسائل في التفسير وعلوم القرآن للقاري، وكتبتُ لها هذه المقدمة الآتية، ولكن لم يُنشر بعدُ منها سوى رسالتين، وهما المسألة والضابطية، ولهذا لم تُنشر المقدمة أيضًا.
وهذا نصُّها، أوردُها للذكرى والتاريخ:
(بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكرمنا بالقرآن، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد ولد عدنان، القائم بالبيان والتبيان، المبلغ عن ربه شرائع الإسلام والإيمان، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، وعلى علماء الأمة الأعيان، الذين خدموا العلم بإتقان، وبذلوا الجهد في ذلك بإخلاص وتفان.
وبعد: فهذه "أربع رسائل في التفسير وعلوم القرآن» للعلامة الشيخ علي بن سلطان محمد القاري الهروي المكي الحنفي، أحد كبار العلماء في القرنين العاشر والحادي عشر، وهي:
- البينات في بيان بعض الآيات.
- التصريح في شرح التسريح.
- المسألة في البسملة.
- الضابطية للشاطبية اللامية.
والرسالة الأولى تتعلق بتفسير الآية (١٥٨) من سورة الأنعام.
والرسالة الثانية تتعلق بالآية (۳۱) من سورة الأعراف، وقد افتتحها المؤلفُ بالتفسير، ثم استطرد إلى ما يمكن إلحاقه بالتفسير الفقهي.
والرسالة الثالثة تتعلق بموضوع البسملة في أول سورة براءة.
والرسالة الرابعة تعقباتٌ واستدراكاتٌ واقتراحاتٌ على (حرز الأماني) للإمام الشاطبي.
والمؤلف عالم جليل معروف ذائع الصيت بين العلماء، وهو مشارك في العلوم الإسلامية: عربيها وشرعيها، ومؤلفاته كثيرة موزعة في المكتبات العربية والعالمية.
وُلد في هراة في أفغانستان، ورحل إلى مكة، واستوطنها إلى آخر حياته متعلِّمًا وعالمًا، دارسًا ومدرسًا، وقد أَلف وأُلف عنه، ورَدَّ ورُدَّ عليه، واجتهد فأصاب وأخطأ، وترك بعده ثروة علمية حازت القبول في الأوساط العلمية.
وهي - بلا شك - متفاوتةٌ في القيمة، مختلفةٌ في الحجم، متغايرةٌ في الأهمية، نظرًا إلى ظروفِ تأليفها، والوقتِ المبذول فيها، والتوجهِ الممنوح لها، والمصادرِ المعدة لتأليفها، والبواعثِ التي بعثتْ عليها.
ومِن جهوده المقدرة: دراساته القرآنية، وله في ذلك أعمال كثيرة، كبيرة وصغيرة، مستقلة وتابعة، وحبّذا العناية بإصدارها كاملة ضمن موسوعة تضمها، محققة تحقيقًا دقيقًا من غير إسهاب وتضخيم.
ومِن أكبرها تفسيره "أنوار القرآن وأسرار الفرقان»، وكتابه "الجمالين على الجلالين"، وهو حاشية على تفسير الجلالين: السيوطي والمحلي.
وقد ذكر للقاري في "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط" (21) عنوانًا ، وهذا غير مؤلفاته في التجويد والقراءات.
ولتفسيره "أنوار القرآن" نسخ وقطع كثيرة، ذُكر منها في "الفهرس الشامل" (43) نسخة.
ولـ «الجمالين» (28) نسخة، وبعضها بخط المؤلف.
أقول: بل حبذا إصدار مؤلفاته الكاملة مرتبة على الفنون، والعناية بإبراز مصادره فيها، وإضافتها العلمية، ومقاصده منها، بعد التحقق من صحة النسبة وجمع النسخ الجيدة لها، وقد كُشِفَ اليوم عن الكثير من هذه النسخ.
ورسائلنا الأربع هذه حققت على (14) نسخة خطية، من مكتبة عارف حكمت (وهي اليوم ضمن مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة)، ومكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أيضًا، والمكتبة القادرية، ومكتبة الأوقاف العامة ببغداد، ومكتبة المدرسة الأحمدية بحلب، ومكتبة الأزهر الشريف بالقاهرة ومكتبة جامعة برنستون بأمريكا.
وأرجو أن يكون نشرُها نافعًا في مجال التفسير وعلوم القرآن وتاريخهما، ملقيًا الضوء على الحركة القرآنية في مكة في ذلك العصر، مشجعًا للقيام بالمشروع الذي ذكرته آنفًا.
رَحِمَ اللهُ الشيخ علي القاري، وجزاه خير الجزاء على جهوده في خدمة العلم والدين، واجتهاده فيما ينفع المسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عبدالحكيم الأنيس
دبي في يوم الثلاثاء (14) من ذي الحجة (1433) = (30/ 10/ 2012م).
***
-المنهاج الميسر للانتفاع بالقرآن:
سعد الكبيسي: صدر لي بفضل الله تعالى عن دار الغوثاني للدارسات القرآنية كتاب: "المنهاج الميسر للانتفاع بالقرآن" وهو يعالج مشكلة عدم الانتفاع بالقرآن الانتفاع الكافي، والتي تحصل بسبب عدد من الموانع والمعوقات، حيث إن هناك مانعًا جوهريًّا ورئيسًا وهو "غياب المنهاج العلمي والتعليمي الميسر للانتفاع بالقرآن، إيمانًا وتلاوة وتدبرًا وعملًا، في المضمون والعرض"، ولقد وجدنا بالاستقراء الوافي أن الانتفاع الكامل والميسر به، إنما يكون من خلال مراحل أربعة متوازية وهي: الإيمان، والتلاوة، والتدبر، والعمل، وفي كل مرحلة عشرات الوسائل، وهذا المنهاج يزودنا بهذه الوسائل، تعريفًا وتأصيلًا وتمثيلًا وتطبيقًا وتقويمًا، وقد تجاوز مجموعها الكلي، أكثر من ثلاث مئة وأربعين وسيلة، موزعة على المراحل الأربعة، في ثلاثين درسًا تمثل هذا المنهاج.
ويستهدف المنهاجُ شرائح عدة منهم: طلبة العلم، والدعاة، والمثقفون، والحفاظ، ومراكز الإقراء والتحفيظ، والأسرة المسلمة، والمدارس والجامعات، والدورات القرآنية، والمؤسسات التربوية والدعوية، والمؤسسات الدينية والعلمية، والمسلمون من غير العرب، والمسلمون عامة.
***
القرآن. تدبر. تأمل. خواطر. بحوث
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة