مدونة محمد عبدالله حسن البخيت


منهجية الكايزن بين النظرية والتطبيق

د. محمد عبدالله حسن البخيت | Mohamed Abdalla Hassan Elbakhet


28/12/2021 القراءات: 3704  


منهجية الكايزن بين النظرية والتطبيق
بقلم : د. محمد عبدالله استاذ مساعد متعاون – جامعة حائل
اهتمت كثير من دول العالم المتقدم ومنذ زمن بعيد بمنهجيات التحسين المستمر في إدارة الأعمال والإنتاج والتصنيع وتجويد الخدمة والمنتج بصورة مستمرة، حيث كانت الجودة بداية لهذه المنهجيات بما يعرف بالتفتيش والرقابة مروراً بتوكيد وضمان الجودة الى أن جاءت الجودة الشاملة والتي تعرف بأن الجودة مسؤولية الجميع لا تقتصر على شخص معين أو إدارة معينة بل الجودة للجميع، وبعدها ظهرت منهجيات مصاحبة للجودة الشاملة منها منهجية six sigma ، ومنهجية كاي كاقو والمنهجية الأخيرة والتي هي موضع حديثنا منهجية الكايزن اليابانية (kaizen) .
تعتبر منهجية الكايزن من منهجيات التحسين المستمر لدى اليابانيين وهي فلسفة للتحسين المستمر، وتعني كلمة كايزن (kaizen ) التغيير إلى الأفضل (kai) التغيير و (zen) الأفضل، وهي أيضاً الإدارة من موقع الأحداث، ويُعرَف العالم الياباني ماسكاي ايماي الكايزن : بأنه عمل تحسينات يومية بسيطة ومتدرجة يقوم بها أي فرد من أفراد المؤسسة ويطبق في أي مكان في المؤسسة، تم تطبيق منهجية الكايزن من قبل اليابانيين بعد أن تعافت من آثار الحرب العالمية الثانية وقنبلة هيروشيما و ناجازاكي، وذلك في كثير من الشركات والمؤسسات اليابانية الحكومية والخاصة والشركات، حيث أصبح مصطلح الكايزن من المصطلحات المتداولة والسائدة وبصورة كبيرة لدى اليابانيين في كافة المجالات الصناعية والتجارية وحتى على مستوى الحياة العامة لديهم .
قصدت من هذه المقدمة لمنهجية الكايزن والإهتمام به عند اليابانيين كمنهجية للتحسين المستمر، بأن تتبنى المجتمعات العربية والشركات والقطاعات الخاصة والأهلية والتي لها علاقة مباشرة بالعملاء والمستفيدين من الخدمة المقدمة بتطبيق واستخدام هذه المنهجية المتميزة في التحسين المستمر ، والتي تهدف إلى تقليل نسبة الهدر في الإنتاج / الخدمة و الاستغلال الأمثل للوقت والموارد وتنظيم العمل، والتحسين المستمر لكل العمليات وحل المشكلات حلاً جزرياً ، ومتابعة المدير العام أو المسؤول إلى موقع الأحداث، فإدارة المكتب من الداخل كما يسمونه ( البرج العاجي ) تختلف من الإدارة من موقع الأحداث ، فالمدير أو المسؤول الذي يكون في موقع الحدث يختلف من المسؤول الذي يدير مؤسسته من مكتبه عبر التقارير المكتوبة التي تصله من موظفيه ( ومن رأى ليس كمن سمع ) فمؤسسات القطاع الخاص والشركات في أمسَ الحاجة لتطبيق هذه المنهجية والنزول إلى موقع الأحداث ليشاهدوا ويروا بأم أعينهم ماذا يدور في المؤسسة أو الهيئة أو المنظمة .
المملكة العربية السعودية كنموذج لأحدى دول المنطقة العربية متمثلة في شركاتها الكبرى أيضاً بدأت تستخدم منهجية الكايزن منذ فترة ليس بالقصيرة عندما زار مؤسس معهد الكايزن العالم ماسكاي ايماي حيث زار عدداً من المصانع والمنشآت والشركات الكبرى بالمملكة في العام 2013م، وايضاً القى عدداً من المحاضرات التوعوية والتثقيفية عن أهمية الكايزن كمنهجية للتحسين المستمر في الاعمال وخاصة الصناعات وإدارة الاعمال، لتستمر بعدها مؤسسات التدريب السعودية في تدريب العاملين والموظفين عبر مؤسساتهم وكانت لنصيب القطاع الخاص والغرف التجارية الباع الطويل من هذه الدورات التدريبية لمنسوبيها .
ومن فوائد تطبيق منهجية الكايزن للمؤسسات أو الهيئات يولد من الأفكار لدى العاملين فكل العاملين يصبح تفكيرهم منصب إلى التحسين إلى الأفضل، مما يخلق ميزة تنافسية لهم ولمؤسستهم ، كما يستفاد من تطبيق الكايزن إشراك جميع الموظفين في العمل وأخذ آرائهم ومشاورتهم وأيضاً إشراكهم في حل المشكلات كفُرق عمل كل حسب تخصصه ومجاله ويمكن أيضاً تطبيق هذه المنهجية (الكايزن) على المستوى الشخصي في مكان العمل، أو في المكتب، أو في المنزل، ويمكن استخدامه في أي مكان وأي زمان، فالتغيير لا يرتبط بالمكان ولا بالزمان . بل يرتبط بالشخص نفسه وارادته على التغيير .
وهذه دعوة لكل المهتمين والذين لهم علاقة بعملية التحسين المستمر وتطوير الأداء سواء كان من خلال عملهم أو في أعمالهم بصورة عامة بأن يطلعوا على منهجية الكايزن من خلال البحث على شبكة الإنترنت أو من خلال الإطلاع على الكتب المتخصصة في هذا المجال ، ومنها الكتاب المشهور للكاتب ( إيماي اسكاي ) وستجدون فيه ما يساعدكم ويساهم في المضي قدماً في التحسين و التغيير إلى الأفضل ، ومعاً نحو أداء أفضل ، وعمل متقن .


الكايزن - التحسين المستمر


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع