اختار الله سبحانه وتعالى الإسلام دينًا خاتمًا للرسالات السَّابقة ومهيمنًا عليها، وأودع فيه من الخصائص ما يؤهله لذلك ويجعله قادرًا على مراعاة التَّفاوت في قدرات البشر، وما يطرأ عليهم من أَحداث غير متوقعة، وآخذًا بعين الاعتبار المتغيرات الدائمة التي تطرأ على كل العصور والأزمنة، فكان من بين هذه الخصائص اليسر الذي يعد مكوِّنا أَساسيًّا وجزءًا لا ينفك عن جميع مناحي الحياة، وقد كانت ممارسات النبي صلى الله عليه وسلم هي أجلى الصور وأوضحها في تطبيق هذه القيمة، ولم يتركه سلبًا يتنازعه أَهل الزيغ والأهواء كيفما شاؤوا، بل ضبطه صلى الله عليه وسلم بضوابط الشرع والتي تحفظ هذه القيمة من التلاعب، وتوجهها نحو استدامة العمل بالأحكام الشرعية المفضية إلى ديمومة ارتباط العبد بربه جل جلاله.
وتعنى هذه الدراسة ببيان أهم تطبيقات اليسر في السنة النبوية بالعموم، كالتكليف بما يستطاع، والرُّخصة، والتدرج في تشريع الأحكام وتطبيقها، بحيث يندرج تحتها كل الجزئيات التي يمكن أن تخطر على بال أحد.
سامر ناجح عبد الله سمارة | SAMER NAJEH ABDULLAH SAMARH | 14579