عنوان المقالة:الظواهر اللغويّة والنحويّة في قراءة محمد بن مسلم الزهريّ (ت124هـ)
هناء عبد الرضا رحيم الربيعي | Hanaa.Raheem | 13311
نوع النشر
مجلة علمية
المؤلفون بالعربي
مفرد
الملخص العربي
تعدّ القراءات القرآنيّة المرآة الصادقة المعبّرة عن واقع اللغة العربيّة بعد نزول القرآن الكريم ، وهي مصدر مهم من مصادر دراسة اللغة العربيّة في جميع مستوياتها: الصوتيّة والصرفيّة والنحويّة . ويعود السبب الرئيس في هذه الأهمية إلى اعتماد القرّاء منهجاً علميّاً دقيقاً في ضبط القراءة ، والتحقّق من صحّتها، والتشدّد في دقّة تدوينها ، والتحقّق من سند روايتها . وهذا الأمر يحتاج إلى معرفة وثقافة واسعة ، لذا كان أغلب القرّاء من العلماء بالعربيّة وقواعدها ، ومحمّد بن مسلم الزهريّ (124ھ) واحد من أولئك العلماء الذين تفرّدوا بالجمع والحفظ والرواية ، فقد كانت له مكانته المتفرّدة في العلم بين أقرانه من العلماء ، وتذكر المصادر أنّه قرأ على جملة من القرّاء وسمع منهم وأسند إليهم ، فقراءته كانت خلاصة لما أفرزته ثقافته وثقافة سابقيه . تواجهنا في قراءة الزهريّ مجموعة من الظواهر اللغويّة والنحويّة ، بعض هذه الظواهر يمكن إرجاعه إلى مسألة الخلاف اللهجيّ بين القبائل العربيّة ، وما تميل إليه هذه القبائل من إيثار المقاطع الساكنة على المتحرّكة، أو الميل إلى السرعة والاقتصاد في الجهد العضليّ مثلما هو حال قبائل البادية التي ينتمي إليها الزهريّ ، فهو ينتمي إلى بيئة الحجاز البدويّة التي تميل إلى إعطاء العمق الصوتيّ المطلوب للألفاظ مثلما هو الحال في الاستطالة في نطق الأصوات ، والجهر ، والتفخيم ، والتشديد فيها .وبعض هذه الظواهر- لاسيّما الصوتيّة - يرجع إلى لجوء القارئ إلى التخفيف ، ومحاولة الابتعاد عن الثقل في نطق الأصوات ومن ثمّ التخفّف في نطق النصوص القرآنيّة . إلى جانب هذه الظواهر الصوتيّة نجد مجموعة من الظواهر اللغويّة التي اعتمدها العلماء في توجيههم النصوص القرآنيّة إلى معان جديدة احتملتها القراءات، فقد يكون توجّه القارئ إلى هذه القراءة أو تلك نابع ممّا تحقّقه هذه القراءة من معنى دلاليّ جديد لا تحقّقه القراءة الأخرى . وهذه صورة من صور التفكير الدلاليّ لدى العلماء ، إذ أنّ توجيه القراءة يحتمل تغيير الأصل اللغويّ للألفاظ ، أو توجيهها الصرفيّ ، أو قاعدتها النحويّة تبعاً لوجهة النظر التي يتبعها الباحث وثقافته اللغويّة ، وإن كان القاريء يقرأ بما صحّت روايته وإسناده ، ومنهم من يعتمد النقل والرواية وطريقة الأداء والعرض فلا يتدخّل في شيء من قراءة النصّ القرآنيّ . وقد عرضنا في البحث جملة من التوجيهات اللغويّة والنحويّة لقراءة الزهريّ ، وحلّلنا توجيهه لهذه القراءة في ضوء ثقافته اللغويّة ، محاولين قدر الإمكان بيان التصوّر العامّ لصورة اللغة العربيّة في منتصف القرن الأوّل وبداية القرن الثاني الهجريّين ، الفترة التي عاش فيها محمّد بن مسلم الزهريّ ، وإظهار جهد هذا القارئ في التعامل مع النصّ القرآنيّ من خلال قراءته .
تاريخ النشر
22/09/2013
الناشر
مجلّة آداب البصرة- العراق
رابط الملف
تحميل (415 مرات التحميل)
الكلمات المفتاحية
اللغة، النحو، قراءة، الزهري
رجوع