تشرح هذه الدراسة كيف تشكل السودان الحالي الذي يتسم بتنوع ثقافي وإثني جمع شعوب من أصول عربية وأفريقية متعددة. هذا التنوع هو نتاج لعملية طويلة ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ وفقا لعلماء الآثار والأنثروبولوجيا والمؤرخين. وهنا تفحص الدراسة الارتباط التاريخي للسودان بالشرق الأوسط كما يفحص ارتباطه بأفريقيا. من خلال الدراسات وملامح سكانه وثقافاتهم واضح أن السودان متجذر بعمق في القارة الأفريقية، كما له أيضاً تاريخ طويل في علائق وثيقة بالشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط – لا سيما مصـر وآسيا الصغرى. تلاحظ الدراسة أن البعد الشرق أوسطي للسودان تعمق بدخول الإسلام، حيث أن الإسلام عمل على تغيير طبيعة المجتمع السوداني. كما أن الإسلام عـزز من الوحدة السياسية للسودان وكذلك النمو الاقتصادي والتطور الثقافي لكل "الحـزام السوداني". يشرح البحث أن كلمة "السودان Sudan" تشير إلى حزام السافنا والذي يضم خليط من المجموعات الحامية والسامية، وأن كلمة "السودان" تعني "أرض السُـوُد". ويضم حزام السافنا هذا كل المنطقة من البحر الأحمر شرقا إلى المحيط الأطلسي غرباً حيث يقع بين الصحراء والغابات المدارية. وقد ميـز أحد العلماء بين "السودان" بحدوده الواسعة (الحزام – أرض السود من البحر إلى المحيط) وبين السودان الشرقي – السودان النيلي/البجاوي/النوبي (وهو جمهورية السودان الحالية). وهنالك من يميز بين ثلاث قاطاعات للسودان: السودان الشرقي (جمهورية السودان الحالية)، والسودان الأوسط (مثل تشاد والنيجر ونيجيريا..) والغربي (دول غرب أفريقيا مثل مالي وموريتانيا والسنقال والجابون...). كما شرح البحث الهوية السودانية – جذور تشكيلها وخصائصها والتي تشكلت عبر عملية تاريخية طويلة من التمازج الاجتماعي والتزاوج والتفاعل الثقافي فأنتجت هذا القطر الأفريقي/العربي المسلم، المتعددة الأعراق والثقافات. كما أشار البحث إلى إسهام الطرق الصوفية وعلماء الدين والعرب الرحل والتجار في عملية تشكيل هذه الهوية العالية التنوع.
الملخص الانجليزي
This article explains how the present Sudan comprises a cluster of diverse ethnic and cultural groups of Afrcian and Arab origins. This diversity is a product of a long process that dates back to pre-history. The article examines the present Sudan's past link with Middle East, then its link with Afica. It explains how the present Sudan was linked to the Middle East since ancient times.The Sudan, is deeply entrenched in Africa, has an old history of close contacts with the worlds of the Mediterranean and the Middle East, particularly Egypt and Asia minor. It believes that the Middle East dimension in the Sudan was strengthened by the the advent of Islam. The coming of Islam eventually changed the nature of Sudanese society. Islam also fostered political unity, economic growth, and cultural development in the Sudanic belt. The article clarifies that the term 'Sudan' refers to the Savannah belt which comprises a mixture of Sematic and Hametic groups (Bilad al-Sudan in Arabic = the Land of Sudan, i.e. the land of the black people). It includes trans-continental savannah belt stretching from the Red Sea coast to the Atlantic Ocean, and lying between the Sahara Desert and the tropical forests. Some scholars made a furthter distinction between the Sudan in general and the Nubian and the Beja of the Nilotic Sudan in particular. The term Bilad al-Takrur was used to describe the region between Dar Fur and the Atlantic Ocean in the West. The article explained how the Sudanese identity was formed through the course of history through this process on intermingling, intermarriage and cultural interaction to produce this multipcity in the present (AfroArab) Sudan. It is worth mentioning here that the religious orders (the Sufi Tariqas) contributed to the process of “socialization and politicization, brought up elites, bureaucracies and institutions of modern Sudan. This process of socialization welded by these dynamics (trade, nomads and sufi missionaries) produced the most multi-ethnic and multi-cultural identity of the present Sudan.
تاريخ النشر
01/12/2005
الناشر
مجلة دراسات أفريقية، مركز البحوث، جامعة أفريقيا العالمية - الخرطوم
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 2672