الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.....
يلعب الاعلام العربي لا سيما الديني دورا في حياة المجتمع حيث من الممكن ان يتدخل هذا الإعلام إيجاباً او سلبا في تربية الإنسان وتوجيهه الوجهة التي تسهم في بناء الدولة او تضعفها.
كما يسهم الاعلام في وجود العنف والتطرف ، فيمكن ان يكون اداة للتغذية او التحجيم ، وهذا ما اطلعنا عليه من خلال المصادر والمراجع حيث شاهدنا منذ نشأة الاعلام وعلومه وانماطه المختلفة والغايات المختلفة من وراء استخدامه وما نراه اليوم في العالم العربي اوضح دليل على فعالية الاعلام في تأجيج العنف الديني او العرقي وتغذيته، وقد انعكس دور الاعلام العربي في تأجيج العنف على الواقع العراقي فهو ليس بمنأى عن هذا التأثير وذلك لما تتوفر في الاعلام العربي من مستلزمات قيام ولاءات دينية او عرقية تصاغ وفق رؤى واهداف القائمين على الاعلام لا سيما اصحاب رؤوس الاموال.
لقد بات الإعلام اليوم معتمداً على المناهج الدينية والطائفية والعنصرية ويخدم الهدف السياسي المتقلب، وأصبح المنتوج السينمائي والمسرحي والأدبي يخطط لثقافة الإقصاء والعنف والتخندق الديني والمذهبي والعنصري مما زاد من فرص اندلاع الحروب والاقتتال بين الدول والجماعات.
من هنا انطلقت فكرة الباحث للإجابة على المشكلة الآتية:
هل للإعلام العربي دور في تكريس او مواجهة العنف الذي تمر به المنطقة العربية تحت غطاء ما يسمى العنف الطائفي او المذهبي او ما بات يعرف بالفوضى الخلّاقة؟
وهل يعمل الاعلام كمسوق ومروج للعنف والارهاب وممكن ان يكون اداة للتحجيم والحصر؟
والاجابة الاولية على هذا السؤال تفترض: بان للإعلام العربي دور كبير واساسي في تكريس ظاهرة العنف الناتجة عن التطرف، والتي استغلت من قبل الاجهزة المخابراتية لتحقيق مصالح دول على حساب المجتمع العربي بمسميات سياسية صرفة مثل الفوضى الخلاقة والربيع العربي وغيرها.
سيتناول الباحث بحثه هذا من خلال الهيكلية الآتية:
المبحث الاول: العوامل الاعلامية والفكرية لتنامي العنف الديني
المبحث الثاني: علاقة الفوضى الخلاقة بالاعلام المعولم
المبحث الثالث: الاعلام العربي وسبل مواجهة العنف الديني
رعد حميد توفيق البياتي | raad hameed tawfeeq | 14170